Facebook RSS
الصفحة الرئيسة رسالتنا ارسل مقالاً اتصل بنا

الوسطية فكري السعيد

 الوسطية والفكر الاسلامي الوسطي هو فكري وفكر من يرغب بالطريقة التي أعرّف بها الوسطية التعددية الشوروية أن يكون في ربقة المؤمنين معي، فأطن اننا من الفائزين الذين قال بهم الله تعالي : (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ، عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) (هود-11)

الكتاب وتحدي تيار الظلام

نشر بتاريخ: 2017-11-05
 
 

لمعرض الشارقة الدولي للكتاب وقعٌ خاصٌ في نفسي، فقد بدأت دورته الأولى عام 1982 عندما التحقت بالدراسة الجامعية. ومن تلك السنة اجتهد ألا تفوتني هذه المناسبة، فهذا المعرض يمثل لي واحة سنوية ارتوي من ينابيعها زاداً فكرياً يمتد معي طوال العام، ولست مبالغاً أن زعمت أنه يمثل خلاصة الجهد الفكري السنوي في دولة الإمارات. للكتاب قوة في بناء الشخصية الإنسانية لا يستشعرها إلا من نال حظه منها، وفي الكتاب للأمة عزة، عبّر عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حيث قال سموه: "هناك قوة في الحرف والكتاب، وقوة في كلمة اقرأ، قوة تصنع الحضارة، وعندما يجتمع 7 ملايين عربي في مشروع واحد، نعرف أننا في الطريق الصحيح". نعم نحن في الطريق الصحيح، لأننا أدركنا أهمية الكتاب، لكن ليس كل الكتب ينبغي الحرص على قراءتها، فبعضها دس السم في العسل، فقد مرت علينا سنوات ونحن نتابع مسيرة معارض الكتب، التي سيطر عليها ردحاً من الزمان كُتاب الظلام والانغلاق الفكري، وكانت النتيجة تحزبات أرهقت الأمة في نزاعات فكرية هدمت ولم تعمر، وخربت ما اجتهد الناس في بنائه عبر الزمن، من يذكر هذا الأمر يعرف فحوى كلمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، في افتتاح فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2017 حيث قال سموه: (نحن أمام تيار ظلامي يريد بنا أن نكون "لا شيء" والمتتبع للأحداث يرى أن هنالك أيادي خفية تلعب بعقول بعض من أبنائنا هذا التيار الظلامي يظهرنا أمام العالم بأننا لسنا بشراً، والقصد تحطيم معتقداتنا، ولم يكتفوا بذلك فحطموا تراثنا. وأقولها صراحة: مجابهة الظلام تكون بالنور والكلمة الصادقة والعلم النير والثقافة التي تستطيع أن تملأ العقول الخاوية). لا فُض فوك أبا الثقافة والعلم والمعرفة، فقد وقفت على أمر لم يبح به من سلك نهجك من قبلك، فكما أننا نشجع على القراءة والاطلاع، نحذر في الوقت نفسه من كُتب الشتات الفكري التي اجتاحت العالم العربي متسترة بظلال الإسلام الوارفة، حاملة بؤرة فساد، كانت تريد العودة بالأمة إلى عصر الظلمات التي جاء الإسلام لإخراج الناس منها.

وكما أن تيارات الإسلام السياسي كان لها منظورها وكُتابها ومفكروها، كان لتيارات الانحلال الفكري من يُسوق أفكارها تحت مسميات مختلفة تتغنى بالليبرالية وحرية الإنسان، وفي حقيقتها هدم للقيم النبيلة والخصال الحميدة التي اختص بها العرب أنفسهم بين بقية الأمم. نحن جزء لا يتجزأ من بشر يعمرون كوكب الأرض، لكن لنا من القِيم ما يميزنا عن غيرنا، نحب السلام، ونعشق التواصل مع الآخر، لكننا أمة بها قيم إنْ تنازلنا عنها تزلزلت مكانتنا. لن نرجع إلى عصر الانحطاط الفكري، وفي الوقت نفسه لن ننساق في تيار العولمة الذي يمسح من أخلاقنا سر بقائنا، فالأمة القوية تعتز بثوابتها، والدول التابعة لغيرها إنما تم استعمار عقول أبنائها قبل احتلال الجيوش لأراضيها. قوة الكتاب بحاجة لدعم مجتمعي كي يحقق الكتاب مقاصده، ومن أولها في تصوري سعر الكتاب المطبوع، فلازالت الأسعار غير مناسبة لمتوسطي الدخل، وقد كانت معارض الكتب تعلن تخفيضات تصل لأكثر من 30% لكن هذه الظاهرة تلاشت، الأمر الثاني والأهم في تصوري أن مدارسنا لم تزود التلاميذ بآليات التفكير الناقد التي تمكنهم من تميز الغث من السمين في عالم الأفكار. وأخيراً لا بد من تشجيع الكتاب الإلكتروني العربي، لأننا نتعامل مع جيل يفضّل الشاشات على الكراسات.



د. خليفة علي السويدي
 
Developed by