بعد خمسة وعشرين عاما من اوسلو وما آلت اليه النتائج حتى الان وأكثر من ثمانين عاما على احتلال فلسطين والشعب الفلسطيني يناضل ويتطلع الي تقرير مصيره وهو مستمر في نضاله من اجل اقامة دولته الفلسطينية المستقلة عبر مسيرة طويلة من النضال قدم خلالها التضحيات الجسام والشهداء وشارك في ملحمة النضال الوطني الفلسطيني وتطلع الي تجسيد السلام بشجاعة تامة وعمل بكل قوة وإيمان بالحرية وتطلع الي تحقيق العدالة ولكن جاءت كل الحقائق على الارض عكس ما يصبو اليه فتلك السياسة العنصرية التي يقودها التكتل العنصري الاسرائيلي حاصرت عملية السلام ووجهت لها ضربة قاتلة بمخطط الضم الامريكي فماذا يعني ان تضم حكومة الاحتلال الاراضي التي تحتلها اليها؟ وماذا يعني ان يعيش شعب فلسطين تحت الاحتلال ولا يمنح اي حق من حقوقه؟ فهذا هو الانتحار السياسي والقتل لكل القيم والمبادئ الوطنية التي يسعى الاحتلال الي تدميرها وطمسها فالاحتلال لا يريد ان تكون هناك دولة فلسطينية ولا يريد منح الحقوق الفلسطينية ويريد تغير الواقع القائم فهو لا يريد قيادة فلسطينية تسعى وتعمل الي اقامة دولة فلسطينية ذات سيادة فقط يريد مجموعة من الخونة والعملاء والمأجورين لتطبيق رؤيته القديمة القائمة على ادارة محلية للسكان في نطاق سيطرة كاملة على الحدود والموارد الطبيعية والمياه والسماء والأرض وتحت الارض هذا الامر الذي يريده الاحتلال وما يسعى نتيناهو وخطه ترامب وتكتلهم العنصري الي تحقيقه على ارض الواقع والتعامل معه في المستقبل.
في محصلة الامر هذا الواقع لا يمكن ان يقبله اي فلسطيني ولا يمكن ان ينال هذا المخطط من طموح اصغر طفل فلسطيني ولا يقنع اي شخص ولا يمكن ان يمر ومن المستحيل تطبيقه فالشعب الفلسطيني سيمضي قدما في نضاله لنيل حريته وحماية دولته وستعمل القيادة الفلسطينية على اعلان الدولة الفلسطينية تحت الاحتلال ونبني مؤسسات قادرة على صياغة الحلم الفلسطيني وحماية انجازات الثورة الفلسطينية ولتكن دولة فلسطين المستقبلة قائمة وأمر واقع نعيشها ونضع قوانينها ونحميها ونحافظ عليها فهذه هي مرحلة العمل المقبلة وهذا هو التوجه الوطني الذي تجسد في رؤية القيادة الفلسطينية التي يتطلب من جميع ابناء الشعب الفلسطيني في داخل الوطن وأماكن الشتات حمايتها والتوحد من اجلها فالاحتلال الان يشتد حصاره وتشتد المعركة القائمة فإما ان نكون او لا نكون ولا خيار امام الشعب الفلسطيني الا ان يكون وينتصر ويتوحد حول مشروعة الوطني الفلسطيني ودولته الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 والقدس عاصمتها وفقا لما اقرته الشرعية الدولية والاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وحدودها المؤقتة.
ان خطورة ما تقوم به حكومة الاحتلال في مدينة القدس المحتلة والاستهداف المتكرر لمقدساتها الإسلامية والمسيحية على أمن واستقرار المنطقة خاصة استهدافها المتواصل للمسجد الأقصى والقائمين عليه في إطار خطتها الممنهجة لتقسيمه زمانيا ومكانيا ومنع المصلين المسلمين من الوصول اليه في انتهاك صارخ لحرية العبادة وحرية الوصول إليها التي نصت عليها كافة المواثيق والأعراف الدولية.
ان جماهير شعبنا وجميع القوى الوطنية والاتجاهات السياسية ويتصدون لجميع مؤامرات التصفية والتبعية والاحتواء ويجددون وقوفهم والتفافهم حول القيادة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس ويستنكرون إجراءات الاحتلال الهادفة إلى تهجير المواطنين الفلسطينيين وتغير الوقائع القائمة على الارض وسلبهم حقوقهم وأرضهم كما يجددون رفضهم وإدانتهم للسياسة الأميركية المنحازة للاحتلال.
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com