نشر بتاريخ: أمس
تعذيب الحيوانات يعتبر استهانة بالأرواح، وهو بعيد كل البعّد عن القيم الإنسانية والحضارية الرفيعة، ففي الهند وثقت أنثى الفيل بالجميع، ولم تتهاون في تناول حبة الأناناس المفخخة بالمفرقعات النارية، فانفجرت بها، ولم تفكر بنفسها، وإنما بجنينها، ولكنها لم تتمكن من تناول أي شيء بسبب إصابتها. المحزن المبكي أن السُلطات حاولت إخراجها من النهر، ولكنها رفضت، لتتمكن من تخفيف حجم المعاناة في فمها بعد أذيتها، فأدى هذا الألم الشديد إلى مماتها.
لقد أثارت هذه الحادثة غير الأخلاقية موجة غضب وحزن وتعاطف الجمهور، الذي اجتاح أغلب مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، وطالبت السُلطات الهندية بالقبض على الجناة وتسليمهم للعدالة.
تتكرر مثل هذه القصص الفادحة في حق الحيوانات في بعض الدول، منها الدهس على القطط في الشوارع، والتفنن في تعذيبها بوضعها في المايكرويف أو قتل الإبل كما حدث في أستراليا بإطلاق النار عليها من طائرات مروحية، وغيرها الكثير، لذا يستدعي دق ناقوس الخطر بتكاتف جهود المنظمات الدولية وجمعيات الرفق بالحيوان والجهات المعنية والأفراد، لاحتواء هذه المشكلة ومعالجتها.
ولحماية الحيوانات من المخاطر، أولاً، فلا بد من تنظيم الجهات المختصة حملات إعلامية عن الرفق بالحيوان، ونشر الوعي المجتمعي، ثانياً، التبرع للجمعيات المحلية المختصة بحماية الحيوان. ثالثاً، نشر الوعي، وإظهار الدعم الكافي لهذه الجمعيات، من خلال التفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي، بمتابعة حساباتهم الخاصة وإعادة نشر المحتوى الإيجابي، الذي يتم إدراجه. رابعاً، الإبلاغ عن حالات القسوة التي يمارسها البعض في التعامل معها باستخدام وسائل التعذيب أو الإهمال.
الرفق بالحيوان هو انعكاس لتحضر ورقي المجتمعات، وهو أمر قد حثت عليه الديانات السماوية، وأمرنا به الله سبحانه وتعالى، ما يحتم على جميع المجتمعات في العالم بحسن معاملتها والرفق بها.
عائشة الجناحي