Facebook RSS
الصفحة الرئيسة رسالتنا ارسل مقالاً اتصل بنا

في مواجهة صفاقة وحقد "ترمب"

 على الشعب الفلسطيني وقيادته وفصائله ونخبه السياسية والاجتماعية والاقتصادية، أن يبنوا استراتيجيتهم القادمة على مدى سبعة سنواتٍ تاليةٍ، على أساس أن دونالد ترامب باقٍ في البيت الأبيض بجنونه وحماقته، وسفاهته وصفاقته، وحقده وكرهه، وولائه المطلق للكيان الصهيوني 
د.مصطفى اللداوي

القدس بين التشريعات الإسرائيلية والأمريكية وضرورة المواجهة كما يكتب جهاد علي البرق

نشر بتاريخ: 2018-01-28

 

  

القدس عربية وعاصمة فلسطين 

منذ أن قامت "إسرائيل" بإحتلال مدينة القدس في العام 1967، وهي تعمل جاهدة للسيطرة عليها وتغيير معالمها بهدف 
تهويدها وإنهاء الوجود العربي فيها , وقامت بالعديد من الإجراءات التي تستهدف المدينة وسكانها, ومن هذه الإجراءات 
تمثل في الإستيطان وجدار الفصل العنصري ومصادرة الإراضي داخل المدينة والأراضي المحيطة بها , بهدف تهجير 
الفلسطينيين وسحب الهويات المقدسية منهم , الأمر الذي يحقق المساعي اليهودية بتفريغ الأرض ضمن سياسة ممنهجة
عن طريق حكومة الإحتلال الإسرائيلي بإصدار قرارات تعطى المؤسسة العسكرية والمدنية الإسرائيلية الغطاء لتنفيذ 
إستراتيجية السياسة الممنهجة لإحتلال مدينة القدس بعد إضفاء الطابع اليهودي على ملامحها العربية – الإسلامية والمسيحية
وبالإضافة لذلك أيضاً في نطاق السياسة الممنهجة الإسرائيلية التي تستهدف مدينة القدس , فإن المؤسسة التشريعية الإسرائيلية
المتمثلة في الكنيسيت , أصدرت العديد من القوانين التي تتطابق مع رؤية حكومة الإحتلال الإسرائيلي , ذلك بإضفاء الطابع 
الشرعي على ممارسات كيان الإحتلال الإسرائيلي والجرائم التي ينفذها المستوطنين بحق المقدسيين والديار المقدسة . 
لذا فإن التطرق إلى السياسات التشريعية التي تستهدف القدس لم تقتصر فقط على القوانين الإسرائيلية وإنما ساندها في 
ذلك المشرع الأمريكي بقانون صادر من الكونغرس الأمريكي في العام 1995 , لنتطرق بدايةً إلى قوانين الكنيسيت الإسرائيلي
ثم القانون الأمريكي الذى نص على أن – القدس المدينة الموحدة لاسرائيل - .
1-3ديسمبر, كانون أول – 1948, إعلان رئيس وزراء حكومة الاحتلال ديفيد بن غوريون , بأن القدس الغربية هي عاصمة
لإسرائيل , وقيام الكنيسيت الإسرائيلي بإصدار تشريع يخول الحكومة بضم الجزأ الشرقي من مدينة القدس وقراها المجاورة 
لها , التي تقع على مساحة 70 كيلومتر إلى الجزأ الغربي , بعد سيطرة الجيش الاسرائيلي على شرقي القدس والمسجد 
الأقصى 
2-29 يوليوتموز 1967, إصدار أمر من الجيش الإسرائيلي يقضى بحل مجلس أمانة القدس المنتخب , تمهيداً لإعطاء 
وزير داخلية الإحتلال الإسرائيلي صلاحية توسيع بلدية القدس 
3-30 يونيوحزيران 1980, الكنيسيت الإسرائيلي يسن قانون أساسي يعلن فيه بأن القدس الموحدة بشرقها وغربها عاصمة 
دولة إسرائيل 
4-1993 , السلطات الإسرائيلية قامت بترسيم حدوداً لمدينة القدس الكبرى , تمتد على مساحة 600 كيلو متر مربع , وتقدر
10% من مساحة الضفة الغربية 
5- 23 يونيو حزيران 2002 , بناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية بحيث فصل معظم أحيائها عنها في حكومة 
أرئيل شارون . 
6-مايو أيار 2016 , الحكومة الإسرائيلية تعلن عن خطة خماسية تمتد من 2016 الى 2021 لتطوير تهويد القدس 
7-2يناير كانون ثاني 2018 , الكنيسيت الإسرائيلي وافق على قانون – القدس الموحدة- الذي نص على أن الإنسحاب 
من شطرها الشرقي أو تسليم أي جزأ منه سيكون منوطاً بمصادقة غالبية نيابية إستثنائية , لاتقل عن ثمانين عضواً من اعضاء 
الكنيسيت البالغ عددهم مئة وعشرين عضواً . 
ومماتجدر الإشارة إليه بأن قانون القدس الموحدة جاء بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 6ديسمبر, 2017 
إعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل , مستوحياً إعلانه بتطبيق قانون الكونغرس الأمريكي 
في العام 1995 , الذي جاء نتاجاً لضغوط اللوبي اليهودي (إيباك, لجنة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية), وذلك في دفع 
أحد رجالات الكونغرس الى تقديم مسودة مشروع طالب فيها الإعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل لاتقبل التقسيم وذلك قبل 
180 يوم من إعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالدولة الفلسطينية , أي سحب القدس في الإجراءات الأمريكية على 
صعيد الملف الفلسطيني من أية مفاوضات مستقبلية وشرط ضروري للإعتراف الأمريكي بالدولة الفلسطينية دون القدس 
وقد تبلورت هذه الرؤية الأمريكية التي تتساوق مع رؤية الإحتلال الإسرائيلي برفض الشارع العالمي له , وأيضا برفض 
المجتمع الدولي في إطار مجلس الأمن الدولي والجمعية العمومية في جلستها الطارئة بموجب الإتحاد من أجل السلام 
والذي كان من نتائجها مايؤكد بأن الإعلان الأمريكي من قبل دونالد ترامب يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية بنسبة 
126 دولة عارضت فيه هذا الإعلان , لأنه يهدد السلم والأمن الدوليين والإستقرار ويتعارض مع القرارات الدولية التي 
جعلت بحث أمر القدس وفقاً للمفاوضات الثنائية على أن تتجسد القدس العاصمة السياسية لدولة فلسطين التي إعترف بها
المجتمع الدولي 2012 دولة مراقب بواقع 138 دولة في اطار الجمعية العمومية . 
وأيضاً فإن قرار المنظمة الدولية – اليونسكو- 2016 باريس, الذي حاز على أغلبية 22 صوتاً , بإعتبار إسرائيل محتلة 
للقدس , ورفض سيادتها عليها , وأيضاً تأكيدا للقرارات السابقة التي صدرت من خلالها وأبرزها بأن المسجد الأقصى ملك 
للمسلمين وهو من المقدسات الإسلامية الخالصة , ولاعلاقة لليهود فيه , بشكل يتم التعبير فيه على التراث الثقافي الفلسطيني
وطابعه المميز في القدس الشرقية , وتصنيفه تراث إسلامي خالص , ومن ضمن القرار أيضاً مطالبة "إسرائيل" بوقف 
الإنتهاكات بحق المسجد والعودة إلى الوضع التاريخي الذي كان قائماً قبل عاغم 1967 . 
وفي ذات السياق فإن إعلان ترامب حول القدس أثار حفيظة المجتمع الدولي وساهم في إشعال موجة إحتجاجات 
من البلدان العربية والإسلامية والعالمية وأيضاً موجة الغضب التي إنتابت البابا الفاتيكان والذي دعا فيه بضرورة 
إحترام القرارات الاممية بشأن الوضع في المدينة المقدسة , محذراً فيه من أن إعلان دونالد ترامب سيؤدي إلى تصعيد 
التوتر من جديد في الشرق الأوسط , الأمر الذي سيؤجج فيه الأزمات في العالم 
إن الإجراءات الإسرائيلية والإعلان الامريكي حول فرض السيطرة على القدس لن يمر , لما لهذه المدينة المقدسة 
مدينة السلام , من أهمية تاريخية وسياسية ليس فقط على المستوى الإسلامي , بل على مستوى العالم أجمع , وخصوصاً 
تمسك الشعب الفلسطيني بها روحاً ووجداناً وسياسيا , المتجسد في العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية وحقه في تقرير 
المصير , كما أكدته التضحيات والشهداء من أجلها ومنطق التاريخ والشرعة الدولية ومرجعيتها الروحية للديانات السماوية
عبر الحقائق القادمة : 
1-القدس ليست مجرد عاصمة لفلسطين , بل تجاوزت المعنى السياسي إلى مركز الحضارة الإسلامية , فعلى أرض 

القدس هزم الفرنجة "الصليبيون" في حطين 4-يوليو-1187, وهزم المغول في معركة عين جالوت 3سبتمبر 1260م   

2- رحلة الإسراء والمعراج , والتي أسرى فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة 

إلى المسجد الأقصى في القدس , وإمامته بكافة الأنبياء في المسجد الأقصى ومعراجه إلى السماوات العلى , 

3-فتح بيت المقدس على يد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي هزم الروم فيها بعد معارك 

مؤتة وأجنادين واليرموك , وفتح بيت المقدس في 636م, 

4- العديد من الصحابة رضوان الله عليهم شدوا الرحال للقدس 

5- تعرضت القدس للإحتلال الفرنجي 1099م, حيث تم إرتكابهم لأفضع وأبشع المذابح التي راح ضحيتها 

أكثر من سبعين ألفاً من المسلمين في القدس , وبعد 88 عاماً من الإحتلال الفرنجي حررها صلاح الدين الأيوبي 

بعد معركة حطين 1187م, حيث كان فتح بيت المقدس في 2أكتوبر1187, وواصلت القدس بعد ذلك بدورها 

الحضاري للعالم الإسلامي والبشرية جمعاء . 

6- تعرضت القدس للإحتلال البريطاني 9ديسمبر1917 , عندما إحتلها الجنرال البريطاني – أدموند اللنبي- حيث 

قال كلمته الشهيرة – الان تنتهي الحروب الصليبية – ولنشهد بأن بعد هذا التاريخ بدأ المشروع الصهيوني العمل 

على تهويد القدس برعاية بريطانيا وصولاً لعام 1948 حيث إحتل الكيان الصهيوني مانسبته 78% من مساحة 

فلسطين التاريخية والشطر الغربي من القدس (84% من مساحة القدس الكلية)

7- وبعد حرب حزيران عام 1967م, تعرض الجزءالشرقي للقدس للإحتلال الصهيوني , الذي بدأ سياسة التهويد 

حيث تم هدم حارة المغاربة الملاصقة لحائط البراق , حيث كانت تضم مايقدر ب مائة وثلاثين بيتاً ومسجدين , 

وزاد الإحتلال الإسرائيلي من وتيرة خطورته الإجرامية ضد القدس في هدم البيوت والحفريات وبناء جدار الفصل 
العنصري وبناء المستوطنات وتفريغ المنطقة من وجودها المقدسي والطابع العربي , ذلك بسحب ومصادرة

البطاقات المقدسية , والإنفاق المالي الذي يوفر دعم الوسائل والممارسات الصهيونية ضد القدس والمقدسيين

حيث أنفق مايقدر نسبته ب 17 مليار دولار من 1967 حتي يومنا هذا 

ومما تجدر الإشارة إليه فإن القدس لها رب يحميها وشعب فلسطيني قام بتقديم أروع الأمثلة في الدفاع عن القدس

والمسجد الأقصى المبارك , وإستمرار لهيب المقاومة ضد الإحتلال الصهيوني الذي يستهدف البشر والحجر 

والشجر لطمس الطابع العربي الإسلامي عن القدس , وفرض الطابع اليهودي على المدينة المقدسة بكافة مكوناتها

الثقافية والروحية والسياسية , وهويتها العربية والسياسية كونها العاصمة الأبدية لفلسطين . 

لقد فشلت مفاوضات كامب ديفيد يوليو 2000م, نتيجة ضغوط الإدارة الأمريكية على الجانب الفلسطيني لإسقاط

القدس عن طريق التنازل , وسببت إندلاع إنتفاضة الأقصى 28-9-2000, نتيجة إقتحام المجرم أرئيل شارون

للمسجد الأقصى , وزيادة وتيرة الإعتداءات الصهيونية على البيوت المقدسية والحفريات تحت المسجد الاقصى 

وبناء المستوطنات كما اسلفنا سابقاً . 

لذا فإن الإحتلال الصهيوني لن يتوقف عن ممارساته الإجرامية بحق القدس والشعب الفلسطيني مالم يجد مقاومة 

فاعلة يشترك فيها كل الشعب الفلسطيني بقواه السياسية والمدنية , وخصوصاً في الوقت الراهن وبعد إعلان 

دونالد ترامب الرئيس الامريكي الذي يشكل فيه خطورة حقيقية على القدس والقضية الفلسطينية برمتها , ولنكن 

على قدر الخطورة بتجسيد المبدأ الرائع الذي اطلقه شعبنا الفلسطيني رداً على إعلان – ترامب- حول القدس 

بأن القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين , وهي مفتوحه لكل العالم لأنها مدينة السلام ومفتاح الحرب والسلم في 

المنطقة . لذا فإنه المطلوب فلسطينياً على وجه الخصوص بناء خطاب سياسي جديد على جبهتين على النحو القادم

أولاً: إعادة ترتيب الجبهة الداخلية الفلسطينية بما يضمن تنفيذ إتفاق القاهرة بين الأطراف الفلسطينية 

ثانياً : توسيع مساحة العمل السياسي والدبلوماسي الفلسطيني بهدف الحشد الدولي لدعم القضية 

الفلسطينية في قيام الدولة وتعزيز بناء مؤسساتها تحت الإحتلال وحماية القدس سياسيا ومادياً , وتقديم الشكاوي ضد التشريعات الامريكية والاسرائيلية امام البرلمانات العربية والإقلية والدولية 

جهاد البرق 
باحث أكاديمي فلسطيني وناشط سياسي 
Gd_Bq@yahoo.com 

Developed by