الأوضاع الميدانية والسياسية في الكيان الصهيوني متقبلة، في ظل انشغال جنرالات الكيان والمسؤولين الصهاينة في مواجهة الوباء العالمي فيروس ( كورونا) وحماية المجتمع الإسرائيلي من انتشار هذا الفيروس وارتفاع حالات الإصابات والموتى بين الصهاينة؛ في المقابل فإن المتغيرات السياسي في الكيان ليست على حالها وتشهد بين الفنية والأخرى تطورات بين الأحزاب الصهيونية المتناحرة على حكم الكيان .
إن الجولات السياسية في الكيان تسير في فلك يخدم أهداف رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو خاصة في ظل أجواء الطوارئ التي يعيشها عالمنا اليوم وازدياد الوفيات وحالات الإصابات بفيروس كورونا خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وتأثر الكيان بها وسط ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا وانتشاره بين جنود الاحتلال، وفي ظل انشغال إسرائيل في مواجهة وباء كورونا؛ في المقابل باءت جهود تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة بالفشل حيث لم يستطع رئيس حزب ( أزرق- أبيض ) بني غانتس وبعد الجلوس مرات مع ( نتنياهو ) بتشكيل حكومة ائتلافية مما اضطر رئيس دولة الاحتلال رؤؤفين ريفلين إلى إنهاء مهلة التفويض لغانتس وتحويل الأمر للكنيست الاسرائيلي للذهاب لانتخابات إسرائيلية رابعة .
إن كافة التطورات السياسية في تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة وفشلها تصب في حظوظ نتنياهو في بقائه مدة أطول على سدة الحكم و سيطرة اليمين على مقاليد الحكم في الكيان؛ حيث وضع نتنياهو شروطا تعجيزية أمام غانتس من أجل الموافقة على ضمه للحكومة ومن هذه العقبات التي أن يحظى اليمين الصهيوني بأغلبية في اللجنة التي تختار القضاة، وبالتالي العمل على إعادة تشكيل القضاء بما يتناسب مع تصوراته اليمينية المتطرفة وذلك لاستكمال مشروع إعادة صياغة النخبة في الكيان وضمان تصفية العوائق التي تحيط تطبيق منطلقاتها الأيدلوجية في شقها الأكثر تطرفا، وعقبات أخرى تتعلق بعدد من القضايا والقوانين في الكيان وذلك بهدف عرقلة تشكيل الحكومة وتعقيد الأمور أمام غانتس في نجاحه بتشكيل حكومته .
ويذهب كاتب المقال أنه في حال أقر الكنيست الصهيوني الذهاب لإجراء انتخابات إسرائيلية رابعة فإن (نتنياهو) سيكون الرابح الأكبر، ولن يتضرر كثيرا في هذه المعركة السياسية أمام خصومه في الأحزاب الصهيونية الأخرى؛ خاصة أن عملية إجراء انتخابات إسرائيلية رابعة بالكيان عملية ليست بالسهلة وستأخذ إجراءات معقدة ومشددة وتتطلب تهيئة واستعداد كافة أجهزة الدولة الإسرائيلية وتهيئة المجتمع الإسرائيلي ؛ و قد تطول عملية الانتخابات الجديدة في ظل انشغال سلطات الاحتلال في مواجهة انتشار وباء كورونا في المجتمع الإسرائيلي وازدياد حالات الإصابات وحالات الوفيات في كل يوم .
إن الأوضاع الميدانية في الكيان تزداد سوء في مواجهة انتشار وباء كورونا خاصة بعد تسجيل حالات إصابات بين جنود الاحتلال وفي ظل المأزق من الانتشار الكبير لوباء كورونا بين اليهود المتدينين ( الحريديم )، حيث اجتمعت الحكومة الصهيونية برئاسة ( نتنياهو ) الليلة الماضية لمناقشة الخطط العملية والتصورات لإخراج ما يزيد عن أربع آلاف متدين " حريديم" يستوطنون في منطقة بني براك والقدس المحتلة وبعض المدن الأخرى إلى الحجر الصحي لتلقي العلاج ومنع تفشي الوباء، والامر يحتاج إجراءات معقدة لإحكام السيطرة عليه ..
أمام رئيس الوزراء الصهيوني معركة كبيرة سيقاتل فيها بشراسة من أجل بقاء الأوضاع كما هي وربما يعلن حالة الطوارئ في الكيان لمدة ستة شهور من أجل بقاء الأوضاع كما هي وبقائه على سدة الحكم في إسرائيل، وعلى الجانب الآخر فإن قرار الرئيس الإسرائيلي ريفلين الذهاب تفويض الأمر إلى الكنيست الصهيوني من أجل اتخاذ قرار الذهاب إلى انتخابات إسرائيلية رابعة بعد انقضاء مهلة التشاور بين حزب نتنياهو ورئيس حزب ( أزرق - أبيض ) بني غانتس، كافة هذه الظروف السياسية في الكيان تخدم نتنياهو ومخططاته السلطوية في البقاء على سدة الحكم في الكيان ومواصلة جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني وأرضنا الفلسطينية ..
إن ما يحدث في معارك سياسية بين الأحزاب الصهيونية الإجرامية يجري في اطار سياسي ميدانية ضمن مساعي الأحزاب في السيطرة الكاملة على مجريات الحكم في الكيان والامساك بزمام الأمور لخدمة أهداف شخصية والاستمرار في تنفيذ المخططات الإسرائيلية الخبيثة التي تهدف إلى مواصلة سرقة أرضنا الفلسطينية والإيغال في جرائم القتل والتدمير والتشريد بحق أبناء شعبنا الفلسطيني المرابط .
إلى الملتقى ،،