Facebook RSS
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ رسالتنا ارسل مقالاً اتصل بنا

اللهم أَغِثْنَا فقد ثَقُلَ البَلاء

اللهم أَغِثْنَا فقد ثَقُلَ البَلاء
اللهم أَعِنَّا فقد عَزَّ البَقاء
اللهم ارحمنا فقد زادت شَقاء
اللهم ارْأَف بنا فقد زاد الوَباء
اللهم الطف بنا فقد زِدنَا دُعَاء
اللهم انْظُرنَا فنحن الفُقَراء
د.سعد عبالكريم السعيد

ملاحظات عن الإرهاب في زمن كورونا كما يكتب عبدالله السناوي

نشر بتاريخ: اليوم


الأمن يحتاج إلى مجتمعه ليتمكن من حمل الأعباء الثقيلة بكفاءة ويسر نسبي أمام ضربات الوباء والإرهاب.

أن يطل الإرهاب من مكامنه في وقت محنة صحية، تشمل العالم بأسره، تشل الحياة وتعطل الاقتصاد، لا يمثل بذاته أي مفاجأة.

بالتعريف فإن الإرهاب، هو عمل عنيف لأهداف سياسية يتحين الفرص والثغرات لإيقاع أكبر قدر من الترويع. وعلى الرغم من تراجع العمليات الإرهابية في الآونة الأخيرة، تحت الضربات الأمنية في سيناء والداخل المصري، فإنه يصعب الادعاء بأنه يوشك على الاختفاء، أو الاضمحلال. قد يتراجع، أو يكمن، لكنه متمركز ومتأهب لكي يمر بين أي ثغرات أمنية وسياسية واجتماعية لتوجيه ضرباته الموجعة.

انشغال السلطات الأمنية بتأمين الشوارع، أثناء ساعات حظر التجوال الطويلة، ومتابعة الابتعاد الاجتماعي بقدر ما تستطيع لمنع تفشي الوباء، عبء إضافي ثقيل يستدعي بالضرورة علاقة أكثر صحية بين الأمن وشعبه، وإلا فإن الثغرات قد تتسع والإرهاب يجد فرصته ليضرب ويروع.

لا يوجد أمن مطلق، مهما تشددت الإجراءات، لا هنا ولا في أي مكان بالعالم، الأمن المطلق وهم مطلق، غير أن التماسك الاجتماعي يقلل إلى أكبر درجة ممكنة أي منافذ للإرهاب وجماعاته.

التمركزات الأمنية في زمن «كورونا»، هدف أول يستهدف إرباك المشهد كله بإثارة مشاعر عامة سلبية عن مدى سيطرة الدولة وقدرتها على إشاعة الطمأنينة.

لا تنفرد مصر بحربي «كورونا» والإرهاب، دول أخرى كثيرة في العالم تعاني الحربين معاً. ففي بلد مثل فرنسا يعاني ضربات الوباء القاتل نُفذت قبل فترة وجيزة عملية إرهابية بمدينة صغيرة جنوب شرقي البلاد، استهدفت بالطعن مجموعة من مواطنيها كانوا يتسوقون احتياجاتهم من الأغذية والأدوية قبل، العودة للحجر المنزلي، وسقطت ضحيتان.

شيء من ذلك التهديد اللاأخلاقي في وقت وباء مستشرٍ، كاد يضرب في القاهرة، وقد أطل من شقة في حي «الأميرية» شرقي العاصمة، حيث جرت اشتباكات بين قوات أمنية ومجموعة من المسلحين.

في عملية «الأميرية» تبدت قضيتان:

أولاهما: أهمية استباق أي عملية إرهابية بالإجهاض.

وثانيتهما: قدر المصداقية أمام الرأي العام، من أن هناك إرهاباً متمركزاً، مسلحاً وجاهزاً للإضرار والترويع، العالم كله شاهد بالبث المباشر على مدى أربع ساعات تبادل إطلاق الرصاص بين الأمن والمسلحين.

فكرة البث المباشر أثارت تساؤلات عن مغزاها، لكنها بصورة أو أخرى بدت أقرب إلى ختم مصداقية على الرواية الأمنية افتقدتها روايات سابقة اعتبرت وفق منظمات حقوقية دولية انتهاكاً للحق في الحياة، أو قتلاً خارج القانون.

هذه المرة لا سبيل للطعن في الرواية الأمنية، فقد جرت أمام الكاميرات تحت سمع وبصر العالم بأسره.

يستوقف النظر في عملية «الأميرية»، قدر الحزن الجماعي على شبكة التواصل الاجتماعي، الذي صاحب الإعلان عن استشهاد المقدم محمد فوزي الحوفي، وإصابة اثنين آخرين.

استدعت المشاعر العامة الصورة، التي يمكن أن تكون عليها أسرته الصغيرة عندما تبلغ برحيله المفاجئ، وهو في عز شبابه وعنفوان صحته، تعاطفت وتضامنت بلا ادعاء.

التضحية بالشهادة تكتسب قيمتها من عدالة قضيتها، وأن هناك بلداً يستحق الدفاع عن أمنه ومستقبله.

في أوضاع تفشي الوباء تتزايد احتياجات المجتمع للأمن والطمأنينة والسلامة. بذات القدر فإن الأمن يحتاج إلى مجتمعه؛ ليتمكن من حمل الأعباء الثقيلة بكفاءة ويسر نسبي أمام ضربات الوباء والإرهاب.

تلك بيئة مناسبة لتصحيح أوجه الاختلال بين الأمن وشعبه وفق قواعد دولة القانون وشعار «الشرطة في خدمة الشعب».

الإرهاب في زمن «كورونا» له أوجه عديدة، بعضه مباشر بحمل السلاح والأحزمة الناسفة وبعضه غير مباشر بالاستثمار في الأزمة الصحية على حساب المواطنين، كأنه «إرهاب رأسمالي متوحش»، لا يرى غير مصالحه المالية الضيقة حتى لو جرت التضحية بحياة العاملين. «لما يموت شوية أفضل من أن البلد تفلس»، كما قال بالحرف رجل أعمال.

هذا البلد يحتاج إلى أوسع تماسك وطني، ولكل شيء ضروراته ومداخله.

الانفتاح على كافة الكفاءات الطبية والعلمية والسياسية واحترام التنوع الطبيعي في الاجتهاد الوطني بعيداً عن الصراخ الإعلامي، مدخل ضروري لاكتساب مناعة حقيقية ضد أي أخطار ماثلة أو محتملة.

تأكيد قوة الدولة بالتشدد في الإجراءات الاحترازية بلا تهاون في مواجهة الوباء المستشري، وعودة الحياة الطبيعية خطوة بخطوة دون الخضوع لابتزاز بعض جماعات النفوذ والمال مدخل ضروري آخر.

- See more at: http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/page/4ab5978d-0504-44d5-abda-40f29bdf9e32#sthash.HYwI8EPZ.dpuf
Developed by