نشر بتاريخ: أمس
تم اكتشاف فيروس كوفيد19 في مياه الصرف الصحي لعدد من الدول قبل فترة طويلة من ظهور اول إصابة عند الإنسان.
في ايطاليا اكتشف وجود الحمض النووي الخاص بفيروس كورونا في مياه الصرف الصحي في 18 ديسمبر 2019، أي قبل أكثر من شهرين من تسجيل اول حالة. بينما في اسبانيا تم اكتشاف الفيروس في مياه الصرف الصحي قبل 40 يوم من تسجيل اول إصابة.
تشير بيانات من أوروبا وأميركا الشمالية إلى أن كل شخص مصاب بكورونا سيطرح الملايين، إن لم يكن المليارات، من الجينوم الفيروسي إلى مياه الصرف الصحي يوميا، وهذا يقاس بما يقارب 0.15 إلى 141.5 مليون جينوم فيروسي للتر الواحد من المياه العادمة الناتجة.
لذلك فإن تتبع وفحص مياه المجاري يعتبر استراتيجية مهمة لان وجود الفيروس فيها يعتبر انذار مبكر قبل تسجيل الاصابات بين الناس. وهذا يحتم على السلطات الصحية أخذ الإجراءات الوقائية والاستعدادات الصحية اللازمة.
من الهام تعميم هذه الخبرة وتعلم هذا الدرس في جميع البلاد خاصة وأن هذا النهج الجديد يوفير كثيرا من الوقت والمال، كما أنه أكثر قابلية للإدارة مقارنة باختبار الأمراض التقليدي والمراقبة الوبائية.
بالإضافة إلى الحد من انتقال العدوى والوفيات الناتجة عن الإصابة بكورونا، توفر نتائج فحص مياه الصرف الصحي فوائد مجتمعية مهمة أخرى، أهمها إمكانية تحديد البؤر النشطة لانتشار الفيروس، مما يمكننا من توجيه الموارد بشكل أفضل لحماية سكان تلك المناطق بفرض تدابير التباعد الاجتماعي.
هناك خبرة سابقة لكثير من البلاد في تتبع فيروس شلل الأطفال Wild Polio Virus في مياه الصرف الصحي، واعتبار وجوده في هذه المياه انذار بضرورة أخذ الإجراءات الوقائية اللازمة، في هذه الحالة فإن الخبرة الفلسطينية كانت تقتضي رفع مناعة الأطفال من خلال تطعيم جميع الأطفال عند عمر أقل من 5 سنوات بتطعيم شلل الأطفال الفموي OPV في ما يعرف بأيام التطعيم الوطني National Immunization Days للوصول إلى ما يسمى مناعة القطيع.
crIignftTK-Jx_s9Xuxx-800cTekhMQj7i2LpCAKetDFK8YKZMIA7N&hc_ref=ARSXpnWUsHmVJ2dHFExZ8A87ZJCiM3IkcDI4QoCONjgm4-K0zK0h5dq-As93XJkqL5Y&fref=nf