Facebook RSS
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ رسالتنا ارسل مقالاً اتصل بنا

خالد الحسن والدولة المستقلة

قال الشهيد القائد خالد الحسن "أبوالسعيد": (إن عدم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على جزء من فلسطين كهدف مرحلي باتجاه تحقيق الدولة الفلسطينية الديمقراطية الواحدة على أرض فلسطين، وعودة من يرغب من الفلسطينيين الى بيوتهم وممتلكاتهم يعني استمرار الصراع: الفلسطيني الصهيوني، والصراع: العربي الصهيوني)-المفكر العربي الفلسطيني خالد الحسن عضو مركزية فتح في ندوة باريس العالمية للحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني 12-14/5/1982م، ضمن كتاب الشهيد خالد الحسن الدولة الفلسطينية شرط أساسي للسلام العالمي ص63
#لنتفكر

لف فتح: منهج الثقافة الوطنية 2 المواد (9)

نشر بتاريخ: 2020-06-13
(9) الانتفاضة الأولى، والثانية

الانتفاضة الفلسطينية الأولى أو انتفاضة الحجارة (1987-1993)، سمّيت بهذا الاسم لأن الحجارة كانت أداة الهجوم والدفاع التي استخدمها المقاومون ضد عناصر جيش الاحتلال الإسرائيلي، كما عُرف الصغار من رماة الحجارة بأطفال الحجارة. والانتفاضة شكل من أشكال الاحتجاج الشعبي الفلسطيني على الوضع العام البائس والاحتلال والقتل والقمع اليومي الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

استمر تنظيم الانتفاضة من قبل القيادة الوطنية الموحدة ضمن منظمة التحرير الفلسطينية فيما بعد. بدأت الانتفاضة يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 1987، وكان ذلك في جباليا، في قطاع غزة. ثمّ انتقلت إلى كل مدن وقرى ومخيّمات فلسطين. يعود سبب الشرارة الأولى للانتفاضة لقيام سائق شاحنة إسرائيلي بدهس مجموعة من العمّال الفلسطينيّين على حاجز «إريز»، الذي يفصل قطاع غزة عن بقية الأراضي فلسطينة منذ سنة 1948. هدأت الانتفاضة في العام 1991، وتوقفت نهائياً مع توقيع اتفاقية أوسلو بين "إسرائيل" ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993.

يُقدّر أن 1,300 فلسطيني استشهدوا أثناء أحداث الانتفاضة الأولى على يد جيش الارهاب الصهيوني، كما قتل 160 إسرائيليّا على يد الفلسطينيين.

أهم ملامح هذه الانتفاضة :
1- الشمولية : من حيث المشاركة الجماعية ، وانخراط شرائح المجتمع الفلسطيني في فعل الانتفاضة اليومي ( طلاب ،عمال،فلاحين،نساء ، مثقفين،مهنيين ،..الخ) وذلك من خلال اندماجهم في اللجان الشعبية الاجتماعية والسياسية التي تشكلت خلال الانتفاضة كلجان مسانده ومؤازرة للفعل الشعبي المقاوم .
2- الديمومة : رغم حالة الجدل التي سادت لتحديد هويتها ما بين كونها هبة جماهيرية سرعان ما تنتهي خلال فترة قصيرة أو انتفاضة شعبية عارمة تحدد فلسفتها وشعاراها واستراجيتها ،إلا أن ملامحها منذ البدء كانت تؤكد أن لا رجعة عن هذه الانتفاضة دونما تحقيق ولو جزء من طموحها وفلسفتها واستراتيجيتها ، وان كان حجم الناتج ليس بحسب حجم ما أريد لها .
3- الحفاظ على وحدانية ومصير منظمة التحرير الفلسطينية : بحيث أكدت هذه الانتفاضة على الهوية الفلسطينية وإعادة الاعتبار لدور منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تعيش مخاضا عسيرا وأزمة بقاء وخاصة بعد تشتتها بين عواصم العرب ومؤامرة تقزيمها وتجزئتها من خلال  إيجاد البدائل لها كما حصل  ما بين الأعوام 1983-1985.بحيث جاءت الانتفاضة لتنسف وتقلب كافة تلك البدائل وتجعل روادها في موقف محرج وتعيد لم الشمل من خلال  تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة.


المفهوم
تحت عنوان " حينما تصبح الحجارة أقوى من الرصاص " كتب أندريه أوستالنسكي محرر الشؤون الخارجية في مجلة " المرأة السوفياتية قائلا :  " لقد أهدى عام 1988 اللغات العالمية مصطلحا جديدا هو " الانتفاضة " ويكفي أن يدير المرء في المساء أو أي وقت أخر المذياع حتى يسمع هذه الكلمة لتعني بالفعل ظاهرة سياسية جديدة " نوعيا " غيرت الوضع في الشرق الأوسط "
ومفهوم الانتفاضة مفهوم متميز لا تنطبق عليه التعريفات المعهودة الأخرى مثل الثورة ، الإضرابات التمرد أو الهبات ، والتي غالبا ما حملت مضامين نابعة من خصوصيات تاريخية وحضارية محددة مرتبطة بالية وأداة فعل منسجمة معها .
والانتفاضة دخلت كل لغات العالم ولا تترجم ولا يوجد ما يرادفها في قواميس المصطلحات ، وهذا يبرز إدراك العالم لحجم الإسهامات التي قدمتها الانتفاضة للفكر البشري ، بما تمثله من نموذج ولد في سياق فعل الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال عبر تاريخ النضال الفلسطيني سواء ضد الاحتلال البريطاني أو العدو الصهيوني مترافقة مع استمرار الفعل المسلح منذ مطلع هذا القرن ، وبالذات في أعوام 1921 ، 29 ،33،  35 ،36،  1939 ، إلا أنها كانت تمارس بشكل مشتت وجزئي .

استكمل مفهوم الانتفاضة ملامحه وبلغ ذروة تشبعه العام 1987 م.

وفي تقرير أمام المجلس المركزي ل م .ت.ف استخدم الأخ الشهيد أبو جهاد كلمة " الانتفاضة " وكذلك النداء الأول الذي صدر عن القوى الوطنية الفلسطينية حيث جاء في سطره الأول ... " استمرارا لانتفاضة شعبنا المجيدة ".
فالانتفاضة كمفهوم تعبر عن حركة الشعب الموحد ( قواه وشرائحه ومؤسساته ) الواعية والمنظمة بقيادة سرية مرتبطة بأمانيه وتطلعاته ، وتستخدم بها كافة أشكال النضال التي تمتلك المقومات الشعبية سواء أكانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية ، وتتسم بالوعي والتاريخية والاستمرارية والشمولية وبقابليتها لتجديد نفسها .

الشرارة الأولى للانتفاضة
يوم الثلاثاء بتاريخ 8/12/1987 / عند الساعة الرابعة والنصف صدمت سيارة شحن إسرائيلية بشكل متعمد على طريق غزة – المجدل مقابل محطة البنزين بنقطة العبور ( ايرز ) سيارة بيجو 504 وسيارة بيجو 404 تحملان عمالا من القطاع ، تحطمت السيارتان بشكل كامل واستشهد في الحادث أربعة عمال عرب ، وأصيب ثمانية آخرون
رد الفعل الفلسطيني تمثل فيما يلي :
- الأربعاء 9/12/1987 – مظاهرات عارمة في مخيم جباليا ومنطقة الجامعة الإسلامية استشهد فيها شاب وجرح 24 شخصا .
- الخميس 10/12/1987 : عم إضراب شامل أنحاء الضفة الغربية وخرجت مظاهرات عارمة في نابلس وبلاطة احتجاجا على ما جرى في القطاع أسفرت عن شهيد وجريحان
- ولم يمض الأسبوع الأول على تلك الأحداث حتى امتدت الاحتجاجات غالى كل مناطق الوطن المحتل لتبدأ مرحلة جديدة في التاريخ الفلسطيني الحديث .
-


الظروف التي مهدت للانتفاضة
في الحقيقة أن مشهد الانتفاضة الدامي الساخن لم يبدأ يوم 9/12/1987 م بقدر ما كان ذلك اليوم تتويجا للهبات الشعبية والانتفاضات الصغيرة وتراكم نضال السجون والخنادق في الأرض والشتات القديم المتطور والجديد المتجدد الذي هيأ للفعل الانتفاضي

أولا : السياسة الاحتلالية الشاملة منذ عام 1967 وتتمثل في :
1- سلب الأراضي سواء بالقوة أو بالتحايل المدعوم بالقوة ( 52 % من أراضي الضفة ) و ( 11% من أراضي القطاع ) بغرض الاستيلاء على الأراضي الخصبة أو إنشاء المستوطنات أو السيطرة على الموارد الأولية للاقتصاد الفلسطيني وأهمها الأرض إضافة إلى تدمير قرى بكاملها .
2- التهديم الديمغرافي ( السكاني ) وذلك عن  طريق .
إجبار الشعب الفلسطيني على النزوح القسري
العقاب الجماعي والفردي عبر التشريعات والقوانين والطرد والحرمان من الهويات وجمع الشمل وتشجيع الهجرة الداخلية للمدن من أجل الاستيلاء على الأرض وتحويل الأراضي المحتلة إلى سوق عمالة سوداء ، والقتل الفردي والجماعي والاعتقال .

3- إبقاء الاقتصاد الفلسطيني تابعا ورافدا غنيا للاقتصاد الإسرائيلي وتعزيز ذلك بعدة أساليب منها :

ربط شبكات الطرق والكهرباء والمواصلات والاتصالات والمياه بإسرائيل
إجبار التجار والصناع الفلسطينيين على استخدام الموانيء الإسرائيلية سواء في التصدير أو الاستيراد
جعل الضفة والقطاع أسواقا للمنتوجات الإسرائيلية
سرقة الأرض والسيطرة على المياه الجوفية الفلسطينية من خلال عدم منح تصاريح خاصة بحفر البار الارتوازية للفلسطينيين ومراقبة عملية سحب المياه من الآبار الارتوازية التي كانت في الفترة التي سبقت الاحتلال العام 1967 .
منع التراخيص عن المؤسسات الاقتصادية الفلسطينية
تدمير مقومات معيشة الإنسان الفلسطيني ودفعه للهجرة بممارسات اذلالية وتذويبية وتجويعيه .
السيطرة على مقومات السياحة الفلسطينية

ثانيا : وضع القضية الفلسطينية وجدلية الداخل والخارج :
شكل انطلاق الثورة الفلسطينية عام 1965 منعطفا تاريخيا في مسيرة الشعب الفلسطيني بما مثله من حقائق أهمها :

1- إنقاذ الهوية والشخصية الوطنية الفلسطينية من محاولات الطمس والتذويب والتوطين التي تعرضت لها فعملت على بلورتها ضد محاولات إغلاق ملف القضية تحت شعارات عديدة طرحتها الأنظمة والأحزاب العربية
2- انطلاق الثورة شكل البديل الوطني لاستراتيجيات الأنظمة العربية وكشف زيف شعاراتها الرامية لتضليل الجماهير العربية
3- تفاعل الشعب الفلسطيني مع ثورته باتجاه اعتماد مقاييس وطنية في التعامل والعلاقات على حساب الولاءات العشائرية والاقتصادية
4- شكل التحول الثوري في مسار ( م.ت.ف ) بداية حاسمة في بلورتها ككيان سياسي يجمع الشعب في الوطن والشتات كما كانت بوتقة تنفجر بها طاقاته وابداعاته الجماهيرية

وقد تفاعل الشعب داخل الوطن المحتل مع هذه المسيرة بكل تفاصيلها السياسية والعسكرية وانعكس ذلك على واقعه المعاش وهدا التفاعل مر بمراحل ثلاث رئيسية وبارزة في الأرض المحتلة :
1- عمل عسكري نخبوي ، الأعوام 1970 – 1975
2- النهوض السياسي ، الأعوام     1975 – 1981
3- مركزية الجماهير ، الأعوام      1981 – 1987

وسنركز فيما يلي على المرحلة الثالثة كونها :
1- مرحلة البلورة الفعلية لتأطير الجماهير في الوطن المحتل ( خلق اطر سياسية جماهيرية شكلت الامتداد الشعبي لفصائل الثورة )مثال ( لجان العمل التطوعي ، ولجان الشبيبة للعمل الاجتماعي ) وتفعيل لجان العمال الطلابية التي تمركزت في الجامعات الفلسطينية والمدارس الثانوية .
2- مرحلة تدعيم البنى المؤسساتية ومواصلة منجزات المراحل التي سبقتها
3- مرحلة التركيز على الجماهير في مستوى القيادة والفعل حيث أفرزت قيادة فورية مركزية انتقلت إلى الجماهير
والبداية الجدية لهذه المرحلة كان عام 1981 ، حيث أن إقالة رؤساء البلديات من قبل الاحتلال اوجد فراغا سياسيا وقياديا داخل الأرض المحتلة حاول الاحتلال تعبئته بخلق ما يسمى بروابط القرى التي فشلت فشلا ذريعا وقاومتها الجماهير بشدة .
أما القوى الأساسية المؤهلة للقيادة فكانت :
1- قيادة المؤسسات الفلسطينية القائمة
2- نقابات العمال ( رغم انشقاقه )
3- الجسم الطلابي الأكثر تنظيما ( نقطة ارتكازه الجامعة ) ويتميز بفئات عمرية في أوج عطائه ولديه الوعي الوطني والسياسي ، ولم ينحصر في أسوار الجامعة ، فكان المؤهل لملء الفراغ ليس على مستوى القيادة فحسب ، بل على مستوى الشارع كله .
اتسمت هذه المرحلة بكثافة اللجان الشعبية ( لجان المرأة ، الطلاب ، لجان العمل الاجتماعي والتطوعي واللجان التي شملت كل التقسيمات المهنية للمجتمع الفلسطيني ) بإيقاع منضبط تحت راية م.ت.ف  وبقرار عام من فتح كبرى الفصائل الثورية .

العوامل الذاتية والموضوعية التي ساهمت في علمية الإنضاج

1- الملاحم البطولية التي خاضتها الثورة عسكريا وسياسيا وبالذات ملحمة بيروت وملحمة صمود المخيمات في وجه المجازر الإسرائيلية وأنظمة الرجعية العربية . وقد انعكس ذلك بتفاعل ثوري أدى لإحداث المزيد من التراكم في وعي الجماهير لجمهورها وقضيتها وثورتها ، فعاشت جماهير الداخل معركة القرار الفلسطيني المستقل ومعارك التمثيل الفلسطيني بكل إرهاصاتها وعذاباتها / ومارست النضال الملتزم بكل أشكاله السياسية والعسكرية في خط تصاعدي سبق الانتفاضة .
2- اتضاح وانضباط  موقف الجماهير إزاء المؤامرات التي استهدفت القضية والثورة وتذويب الهوية وتوطين الفلسطينيين .
3- تفاعل جماهير الوطن المحتل مع خروج الثورة من بيروت ، وما واكب ذلك من محاولات لتحطيم المنظمة والقفز عنها وتدمير بناها التحتية ، الأمر الذي عزز الاعتماد على النفس وقوى لدى الشعب داخل الوطن شعورا جماعيا باتجاه ممارسة أشكال نضالية مدعومة بالإرادة والصمود والالتصاق بالقيادة في الخارج وتقوية اللحمة الداخلية .
4- ازدياد اهتمام (م.ت. ف=منظمة التحرير الفلسطينية=PLO)  بالأرض المحتلة واحتضان مؤسساتها وأطرها وهياكلها وتصليبها ، وتوسيع الحركة الشبيبة واستثمارها لصالح أشكال كفاحية مبدعة .

كل ما سبق أدى إلى حدوث سلسلة تحولات في وعي الشعب وشخصيته ونمط قيادته وبناه / وزاد حوافز تصعيد المواجهة لديه ، فولدت الانتفاضة كي تعيد صياغة المجتمع الفلسطيني من جديد ، هذه المرة باستقلالية وبارادة حرة رغما عن الاحتلال .
إذن .. الانتفاضة لم تسقط من السماء فهي امتداد لمجمل التراكمات النضالية السابقة ، ولا يمكن وعيها وإدراك أبعادها وإتقان التعامل معها إذا أخرجت من هذا السياق ، وهي ليست ردة فعل عابرة أو ظاهرة مؤقتة ضد ممارسات الاحتلال أو لتحسين شروط المعيشة بل هي " الوعي الجماعي للشعب وممارسة مكثفة لتجربته الجماهيرية" المبدعة وتطبيقا راشدا لسياسة " تثوير الشعب " التي اتبعتها القيادة الفلسطينية لسنوات طويلة .

من وسائل الانتفاضة (المقاومة الشعبية)

في الانتفاضة الأولى (1987) "تفنن الفلسطيني في استخدام وسائل وأدوات المقاومة الشعبية وكان على رأسها المسيرات والرموز الاحتجاجية والمظاهرات الشعبية والاعتصامات الجماهيرية الحاشدة، وتكثيف إقامة الصلوات في المساجد والكنائس، وفي المناطق المهددة بالمصادرة والاقتلاع، لما لهذه الوسائل من فاعلية هائلة على صعيد زيادة منسوب الوطنية الداخلية وكسب الرأي العام الدولي. كما عمدت قيادة الانتفاضة إلى إحياء المناسبات الوطنية والدينية خاصة يوم الأرض والنكبة والنكسة ووعد بلفور ويوم الشهيد والأسير وانطلاقة الثورة الفلسطينية، وذكرى إحراق المسجد الأقصى، وغيرها من المناسبات الهامة حيث عبر الفلسطينيون من خلالها عن رفضهم للاحتلال وسياساته القمعية"


أهم ايجابيات الانتفاضة
أولا : فكريا :
1- تجاوزت بتأثيراتها الفكرية حدود الفلسطينيين والعرب إلى الإسرائيليين والرأي العام العالمي
2- ألغت المقولات الإسرائيلية الخرافية التي كانت سائدة مثل
أرض الميعاد
وطن اللبن والعسل
الحدود الآمنة
الكبار سيموتون والصغار سينسون
الأمن والضربات الخاطفة خلف الحدود
"أرض إسرائيل" الكبرى
من النهر إلى البحر
الحمل الوديع الذي يعيش في غابة من الذئاب
2- أصبح لكل فئات الشعب خطابا ثوريا واحدا يؤكد على الحرية والاستقلال والسلام .
3- ارتبط الإبداع الثقافي بالتاريخي والعروبي والقومي .
4- غذت أدب ( الرواية ، الشعر ، القصة ) والتراث بمضامين ومفردات جديدة

ثانيا :  اقتصادية
1- محاولة إيجاد البديل للمنتوجات الإسرائيلية محليا
2- الاتجاه إلى تنمية الاقتصاد المنزلي
3- العودة نسبيا إلى استصلاح الأراضي المهجورة

ثالثا  : وحدويا واجتماعيا :
1- جسدت نمطية متطورة للوحدة الوطنية ( وحدة كل الشعب )
2- خلقت أخلاقيات ومسلكيات جديدة على صعيد التكافل الاجتماعي
3-طورت في أساليب العمل الميداني . والمؤسساتي لتوظيف مقومات ومقدرات الجماهير ميدانيا
4-خلق قيادة شابة .

أبرز السلبيات
1- نتيجة إغلاق المدارس والجامعات منع أكثر من 000'500 طالب وطالبة من التعليم
2- رأى الجيل الفتي في الانتفاضة خلاصا من أعباء الدراسة المنهجية الطويلة .
3- غابت القدوة ( الأب والمعلم ) . وتعاظم الشعور عند الشبل بالعظمة  الأمر الذي أدى إلى إفراز الجيل المتمرد المنفلت الذي نراه حاليا .
4- تلاشت أهمية التثقيف وتنمية الهوايات والتوجيه لدى فئة الشباب نتيجة التركيز على الفعل الوطني كأساس .

المصادر والمراجع
د. أحمد الديك / سوسيولوجيا الانتفاضة م.ت.ف  الإعلام الموحد – الطبعة الأولى كانون الثاني 1990
د. أحمد العلمي / يوميات الانتفاضة – السنة الأولى الجزء الأول منشورات وزارة الإعلام 1995.
أيمن طلال يوسف، المقاومة الشعبية الفلسطينية:  نمذجة المواقع وإشكاليات الرؤية، مركز الأبحاث 2017




الانتفاضة الفلسطينية الثانية
وقد يطلق عليها أحيانا اسم الانتفاضة الثالثة آخذين بالاعتبار انتفاضة النفق التي دامت لبضعة أيام عام 1996 الا أن الدارج أنها الثانية، وبالطبع دون إغفال للتاريخ الفلسطيني المليء بالثورات والهبات ومختلف أشكال النضال.

بعد أسبوعين من المفاوضات التي عقدت في منتجع "كامب ديفيد" بدعوة من الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، ومشاركة الرئيس الفلسطيني الشهيد الراحل ياسر عرفات، ورئيس وزراء الاحتلال الأسبق ايهود باراك، وفي تموز من العام 2000 وبعد عدم التوصل إلى حل سلمي في الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي، اندلعت "انتفاضة الأقصى".

آنذاك، أتهم الشهيد عرفات بعدم تقديم تنازلات من شأنها التوقيع على الاتفاقية التي كانت ترسم شكل الدولة الفلسطينية المستقبلية، وشهد عصر الخميس 28 أيلول 2000 مواجهات بين مصلين وشبان فلسطينيين  غاضبين وشرطة الاحتلال وحرس حدوده وقواته الخاصة، التي اقتحمت باحات الأقصى لتأمين تدنيسه من قبل زعيم حزب الليكود المتطرف أرئيل شارون، وعدد من أعضاء حزبه اليمينيين، فكانت تلك الساعات الشرارة الأولى لانطلاق الانتفاضة الثانية والتي عُرفت فيما بعد باسم "انتفاضة الأقصى".

أصيب في أحداث اليوم الأول 25 عنصرا من قوات الاحتلال وشرطته، بعد قذفهم بالحجارة وعلب النفايات والأحذية من قبل الشبان الذين أصيب منهم نحو 20 شابا بجروح مختلفة.

وشهد اليوم الثاني، الجمعة 29 أيلول، مواجهات أكثر عنفا، بعد انتهاء صلاة الظهر، أسفرت عن استشهاد ستة شبان و300 جريح، والشهداء هم: أسامة جدة من القدس، وبلال عفانة من أبو ديس، وحمد فراح من أم الفحم، ويحيى فرج من بيت صفافا، وهيثم عويضة من القدس، أما الشهيد السادس فظل مجهول الهوية حتى اليوم التالي.

السبت، 30 أيلول، وهو اليوم الثالث للأحداث، عم اضراب شامل وحداد عام، واتسعت رقعة المواجهات لتشمل كافة المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، مما أسفر عن استشهاد 13 مواطنا واصابة 623، وكان من بين الشهداء الطفل محمد جمال الدرة بعد أن حاصرته النيران الإسرائيلية بين يدي أبيه وأمام كاميرات التلفاز، فهزت صورته ضمائر البشر في كل أرجاء المعمورة وصار بذلك رمزا للانتفاضة الفلسطينية في كل مكان.

وفي اليوم التالي، الأحد، الأول من تشرين الأول، استشهد عشرة مواطنين واصيب 227 آخرين، واستخدم الاحتلال في تلك المواجهات المروحيات وصواريخ اللاو. وخرجت أولى المظاهرات المساندة للشعب الفلسطيني في تصديه لقوات الاحتلال، ورفضه المساس بمقدساته الاسلامية، فكانت مظاهرة مخيم عين الحلوة، تلاها مظاهرة حاشدة في مخيم اليرموك القريب من دمشق، لتمتد لاحقا إلى معظم العواصم والمدن العربية والاسلامية والغربية، حيث شهد بعضها مسيرات مليونية، وبدأت حملات تبرعات ضخمة عبر شاشات التلفزة العربية، حيث تم تخصيص أيام مفتوحة للتبرع لصالح الانتفاضة، وخرج عشرات الجرحى للعلاج في المستشفيات العربية.

وفي ذات اليوم الأول من أكتوبر/ تشرين أول امتدت المواجهات إلى داخل فلسطين الداخل "الخط الأخضر"، إذ نفذ الفلسطينيون هناك إضرابا شاملا وقاموا بالاحتجاج والاشتباك مع وحدات الشرطة الإسرائيلية التي اعتقلت 18 من المشاركين وقتلت عمر أحمد جبارين (21 عاما) قرب أم الفحم، ليكون شهيد الانتفاضة الأول في الداخل المحتل، وأصابت سبعة متظاهرين بالرصاص الحي، وثلاثة وخمسين بالطلقات المطاطية. وبعدها بعدة أيام أستشهد نحو 13 مواطنا من الداخل المحتل خلال مواجهات مع شرطة الاحتلال في عدد من البلدات والمدن العربية، في أوسع مشاركة لفلسطينيي الداخل في التصدي للاحتلال.

وفي اليوم الخامس للانتفاضة، الاثنين الثاني من تشرين الاول، استشهد ثمانية مواطنين في مواجهات في الداخل المحتل، وفي يوم الثلاثاء، سادس ايام الانتفاضة، استشهد 9 مواطنين في الضفة وغزة وكفر مندا.

في بدايات تشرين الأول/ أكتوبر 2000، بدأت الصحف تنشر اعلانات تأجيل حفل زفاف، حيث تأجل الكثير منها، أو تم في صمت، احتراما لدماء الشهداء والجرحى ومراعاة للظروف التي يمر بها شعبنا.

في الثاني عشر من أكتوبر/ تشرين أول قتل جنديان اسرائيليان بعد أن دخلا بطريق الخطأ إلى مدينة رام الله، بأيدي الشبان الغاضبين، ورد الاحتلال الصهيوني بشن هجمات صاروخية بالطائرات العمودية على بعض مقار السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

في 15/10، وبحلول اليوم الثامن عشر للانتفاضة استشهد الشاب رائد حمودة متأثرا بجروحه، مسجلا الرقم 100 في سجل شهداء الانتفاضة.

وفي السابع عشر من تشرين أول/ أكتوبر اتفق ياسر عرفات وباراك على وقف إطلاق النار وسحب القوات الإسرائيلية، وذلك خلال قمة عقدت في منتجع شرم الشيخ المصري بإشراف كلينتون. ولكن استشهاد تسعة مواطنين وجرح أكثر من مائة آخرين في مواجهات عنيفة في الحادي والعشرين من أكتوبر/ تشرين أول جدّد المواجهات التي ازدادت وتيرتها كما ونوعا بانفجار سيارة مفخخة في أحد أسواق مدينة القدس في 2/11 مما أدى إلى مقتل عدة إسرائيليين.

الاحتلال من ناحيته صعد في نوعية المواجهة، فقتلت طائراته الناشط البارز في حركة فتح حسين عبيات، وذلك بتاريخ التاسع من تشرين الثاني، بعد قصف سيارته بالصواريخ في مدينة بيت لحم، لتكون بمثابة الفاتحة في سلسلة الاغتيالات الاسرائيلية للنشطاء الميدانيين وقادة الفصائل والعمل الوطني، حيث كان أمين سر حركة فتح في مدينة طولكرم ثابت ثابت، الهدف الثاني للاغتيال بعد عبيات.

لاحقا ازدادت وتيرة الاغتيالات الاسرائيلية، وشملت معظم الفصائل الفلسطينية وقادتها، وأبرزهم اغتيال ياسر عرفات بالسم بعد محاصرة مقره في رام الله، واغتيال الزعيم الروحي لحركة حماس أحمد ياسين، وخلفه عبد العزيز الرنتيسي، اضافة الى اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية أبو علي مصطفى، ومئات النشطاء البارزين من مختلف التنظيمات.

يذكر أنه في 18 أيار 2001، دخلت طائرات أل اف 16 المقاتلة معترك الانتفاضة، وقصفت مقرات للشرطة الفلسطينية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد عشرة مواطنين، وجاء ذلك بعد أن نفذت عملية تفجير في مركز تجاري سياحي بمدينة نتانيا الساحلية وأسفرت عن مقتل خمسة اسرائيليين واصابة آخرين.

ولعل من أبرز أحداث الانتفاضة اجتياح العام 2002، والتي أطلق عليها جيش الاحتلال عملية "السور الواقي"، حيث بدأت الدبابات الاسرائيلية بدخول مدينة رام الله في 29-3-2002، ومحاصرة مقر الرئيس ياسر عرفات، وكنيسة المهد وابعاد المقاتلين الذين تحصنوا فيها الى غزة والأردن ودول اوروبية، وأعادت فيها اسرائيل احتلال جميع مدن الضفة الغربية.

في ساعات فجر يوم الأحد 31/3/2002، جرى اجتياح مدينة قلقيلية، وفي اليوم التالي اجتاحت مدينة طولكرم، و2-4-2002 اجتاحت بيت لحم، وفي 3-4-2002 اجتاحت سلفيت وجنين ونابلس، وارتكب الاحتلال خلال الاجتياحات العديد من المجازر بحق المدنيين أبرزها مجزرة مخيم جنين، الذي صمد لأكثر من أسبوعين في وجه آلة القتل والخراب الاسرائيلية، ودمر الاحتلال البنى التحتية وقطع أوصال المدن والمناطق الجغرافية بالحواجز والسواتر الترابية التي زاد عددها عن 600 حاجز، ووصلت أعداد الشهداء إلى المئات والجرحى الى الالاف، ودمرت مئات المنازل والمنشآت والمركبات.

وكان من أشد نتائجها خرابا على الضفة الغربية، بناء جدار الفصل العنصري، والذي يبلغ طوله 728 كم،  ويلتهم 23% من أراضي الضفة الغربية، خاصة في مناطق جنين وقلقيلية وسلفيت والقدس، ويفصل 36 تجمعا سكانيا "72000" مواطن عن أراضيهم الزراعية. ويقسم الضفة الغربية الى كنتونات منفصلة، ودخول 11 تجمعا سكانيا فلسطينيا "26 ألف نسمة" الى أراضي الداخل، اضافة الى حرمان الفلسطينيين من 50 بئرا من المياه الجوفية توفر 7 ملايين متر مكعب من المياه تقع ضمن الأراضي المصادرة.

لم تتوقف الانتفاضة نظريا، أو انه لم تعلن أي جهة، رسمية أو غير رسمية عن نهايتها. وعلى الرغم من استئناف المفاوضات الجزئية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وانتظام الحياة العامة بشكل شبه روتيني؛ وعلى الرغم من انخفاض وتيرة المواجهات الحربية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلا أن تداعيات الانتفاضة لا زالت ماثلة حتى اليوم. (عن موقع وكالة وفا).









Developed by