Facebook RSS
الصفحة الرئيسة رسالتنا ارسل مقالاً اتصل بنا

من قرارات المجلس المركزي

 
الفترة الانتقالية التي نصت عليها الاتفاقيات الموقعة في أوسلو والقاهرة وواشنطن لم تعد قائمة
تكليف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بتعليق الاعتراف بإسرائيل إلى حين اعترافها بدولة فلسطين 
جدد قراره بوقف التنسيق الأمني بكافة أشكاله وبالانفكاك من علاقة التبعية الاقتصادية التي كرسها اتفاق باريس الاقتصادي
أدان ورفض قرار الرئيس الأميركي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها
تبني حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها ودعوة دول العالم لفرض العقوبات على إسرائيل
رفض أي طروحات أو أفكار للحلول الانتقالية أو المراحل المؤقتة بما فيها ما يسمى بالدولة ذات الحدود المؤقتة
رفض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية

 

“القدس” في ميزان الفصائل الفلسطينية كما يكتب اسلام انور

نشر بتاريخ: 2018-01-21
 
تسبب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نقل السفارة الأمريكية للقدس، واعتبارها عاصمة لدولة الاحتلال الصهيوني، في حدوث حال من الحراك الشعبي في بعض العواصم العربية، لكن تدريجيًا تراجع هذا الحراك وسط رد فعل متخاذل من الحكومات العربية.

مدينة القدس التي حاصرتها المستوطنات الصهيونية وتم العمل على تهوديها خلال العقود الماضية، تحمل رمزية خاصة بوصفها واحدة من أيقونات القضية الفلسطينية وبما لديها من مكانة كبيرة لدى المسلمين والمسيحيين، ورغم هذه المكانة الكبيرة للمدينة إلا أن ردود أفعال الفصائل الفلسطينية كانت أقل بكثير مما ينتظره الشعب الفلسطيني، فبينما وقف الشباب والفتيات العزل في مواجهة قوات الإحتلال وحاولوا الدفع بإتجاه إنتفاضة جديدة، ماتزال الفصائل مشغولة بصراعها السياسي.

شراكة صهيونية أمريكية

في هذا السياق قال القيادي السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وسام الفقعاوي:” نهج ومقولة أن (99%) من أوراق الحل بيد أمريكا، هذه المقولة التي استوطنت رسميًا منذ أوائل سبعينيات القرن المنصرم، في العقل السياسي العربي، وتسللت إلى الفلسطيني، وتُرجمت عمليًا باتفاق كامب ديفيد عام 1978، الذي أخرج أكبر قوة عربية (مصر) من قلب الصراع، ثم ترسخت فلسطينيًا عندما جرى التمهيد لها في مقررات المجالس الوطنية الفلسطينية المتعاقبة، وصولًا إلى توقيع اتفاق أوسلو بالنتائج الكارثية التي ترتبت عليه. جوهر هذا النهج الرهان بشكل أساسي على دور العامل/القوة الخارجية وتحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية، في التقرير بشأن الصراع الصهيوني – العربي، وخاصة من جهة الضغط على العدو الصهيوني، لتحقيق “الأماني” العربية والفلسطينية في إحقاق سلام عادل وشامل”.

وأوفق رؤية الفقعاوي فإن :”أصحاب هذا النهج وهذه المقولة كانوا يتجاهلون بوعي، وليس بعفوية، حقيقة أن أمريكا شريك للعدو الصهيوني في استعماره وعدوانه على الأراضي العربية وفي القلب منها فلسطين، كما ذلك الدور الشريك الذي لعبته الإمبراطورية الاستعمارية البريطانية في إصدار وعد بلفور –الذي احتفلت بمئويته إلى جانب رئيس وزراء العدو – وتثبيت أركان ودعائم الوجود الصهيوني في فلسطين وصولًا إلى إعلان دولتها الإسرائيلية عام 1948، قبل أن تنزوي بعد الحرب العالمية الثانية، لتقوم بعدها أمريكا بالدور الأبرز بحيث لم تصبح الدولة اليهودية بنسختها الحالية، شعارًا للحركة الصهيونية إلا “ببرنامج بلتيمور” نسبة إلى مؤتمر الحركة الصهيونية الذي عقد في فندق بلتيمور في نيويورك من 9-11 مايو/ أيار 1942، بحضور نائب الرئيس الأمريكي آنذاك هاري ترومان، الذي أصبح في عام 1945 رئيسًا للولايات المتحدة، بعد مساندة ومساعدة اللوبي اليهودي الصهيوني له، حيث جاءت أهم مقررات المؤتمر لتعلن عن هدفها في إقامة دولة يهودية في فلسطين عن طريق الهجرة غير المحدودة, وعلى إسناد مسألة مراقبة الهجرة إلى فلسطين إلى الوكالة اليهودية”.

ويستكمل: “مسلسل التنازلات الذي مثلته القيادة الرسمية الفلسطينية، لا يمكن فهمه، بأنه خارج نطاق وعيها. ففي كل مرة، كانت تُقدم على تنازل ما،كان يعني إضافة انتصارًا جديدًا لجبهة العدو، منذ أن انقلبت هذه القيادة، على مشروع تحرير الوطن، واستبدلته “بمشروع الدولة” الذي اعتبرت بناء دعائمها، ستكون سلطة حكمها الإداري الذاتي (السلطة الفلسطينية)، فباتت تلهث خلف سلطة لا تملك من مقومات السلطة أية سلطة فعليًا. فتهميش الجغرافيا والتاريخ وجوهر ومعنى الوطن وامتداده الطبيعي والسكاني واللجوء في قلبه، واختزال القضية باحتلال عام 1967، وليس باحتلال عام 1948، كان يضيف في كل مرة، للرواية الصهيونية أوراق قوة إضافية في مقابل الرواية الفلسطينية، لذا يصبح مهمة نقد الخطاب الرسمي الفلسطيني المستمر منذ ما يزيد عن أربعين عامًا، والذي انقلب على الوطن “بالدولة”، لتشريع التسوية مع العدو الصهيوني، ذات أولوية للمحافظة على الرواية الفلسطينية، وحفظ حقوقها التاريخية. لكن سؤالي الأخير: هل من هان وفرط ودجن وتاجر وتخاذل وقصر….الخ، جدير بالقدس أو سيأتي بها؟! أو هل لديه القدرة على مواجهة تحديات الحالة الفلسطينية؟! باختصار، من لم تعلّمه التجارب المرّة التي دخلها بكامل وعيه، بالتأكيد، لن يتعلم منها عندما فقد عقله السياسي على الأقل منذ زمن بعيد، فكثفها مثلنا الجميل، بقوله: اللي بجرب المجرب عقله مخرب”.

روح القضية

وفي هذا الصدد قال عبد الله العقاد المحلل السياسي وعضو معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية التابع لحركة حماس:”القدس في رؤيتنا لطبيعة الصراع تمثل روح القضية؛ لما لها من اعتبار في الوجدان الفلسطيني العام من حيث البعد السياسي والحضاري كما البعد الديني لشعب يدين بأغلبيته بالإسلام، والذي يعد مسجده الأقصى المبارك أحد المعالم الثلاثة التي يُشد إليها الرحال في الأرض، وهو القبلة الأولى، وإليه أسري بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ومنه اُعرج به إلى حيث الملأ الأعلى، وفيه صلى بالأنبياء جميعاً.فهو آية كريمة يتلوها المسلمون كافة في صلواتهم، ويتقربون إلى الله بذكرها وبتلاوتها. ثم إن بيت المقدس التي هي مدينة القدس ارتبطت تاريخياً بمن فتحها عمر الفاروق، وقد جعلها وقفاً عاماً للأمة بكل مكوناتها حيث العهدة العمرية التي أكدت على عالمية الإسلام واحترامه لحرية الأديان والشرائع”.

ويستكمل العقاد:”تمثل القدس أحقيتنا نحن الفلسطينيين المتجذرة في هذه المدنية وكل أرض فلسطين حيث كان إنشاؤها على أيدي أجدادنا اليبوسيين أبناء كنعان قبل أن يأتيها نبي الله إبراهيم عليه السلام مهاجراً إلى الأرض التي بارك الله فيها للعالمين.أما في وعينا الوطني فإن القدس هي درة التاج، وهي رمز متجذر في ضمير الثورة الفلسطينية بما تمثل القدس من مكانة سياسياً تضطلع بها كعاصمة سياسية لدولة فلسطين المأمولة، ونحن نقاتل من أجل انتزاع حريتنا وتقرير مصيرنا بكامل معاني السيادة على كامل ترابنا المغتصب.فالقدس كلها في نظرنا المسجد الأقصى، وفلسطين كلها القدس سواء بسواء، لهذا فإن توقيع رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترامب على قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس باعتبارها عاصمة للكيان يشكل استفزازاً لا يمكن تمريره مطلقاً أو المرور عليه، وإن كان هذا القرار ساقط بالمعنى القانوني قبل أن يسقطه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأنه لا معنى لهذا القرار الأرعن غير أنه أسقط وهم أهلية أن تفرد أمريكا برعاية التسوية سياسية للصراع، وهي تتعسف بتبنيها مواقف الاحتلال بأكثر مما كان قد طرحه الاحتلال نفسه في مشاريع تسووية سابقة”.

وأكمل:”يجب على القيادة الفلسطينية وفصائل العمل الوطني الفلسطيني أن تكون على مستوى التحدي بضرورة، انعقاد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ لاتخاذ قرارات جادة ومفصلية في إدارة الصراع، وتعزيز إرادة المقاومة الفلسطينية في كل الساحات بتحشيد الطاقات الكامنة في الأمة وأحرار العالم؛ لإنهاء الاحتلال وكنسه وتقرير المصير وعودة وتعويض اللاجئين الفلسطينيين وفقاً لقرار 194، فالقرار الأمريكي بخصوص القدس العاصمة يكرر من حيث الشكل وعد بلفور قبل القرن، فيعطي من لا يملك حقاً لمن لا يستحقه!”.

أما حركة التحرير الوطني الفلسطينية “فتح” فكانت قد أصدرت بيانا أكدت فيه على أن القدس خط أحمر لا يمكن المساس به، ودعت الشعب الفلسطيني والعربي للاستمرار في ثورة الغضب من أجل القدس، وأشار البيان إلى أنه لا مجال للتعامل مع الإدارة الأميركية في ظل تنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني.
وأضاف أنّ الدور الأميركي قد انتهى كوسيط في المسار السياسي لحل القضية الفلسطينية، حيث أنّ إعلانه الأخير قد “أماط اللثام عن وجهه كمعادي للحقوق الوطنية”.

وأكدت حركة فتح على ضرورة تجسيد وترسيخ الوحدة الوطنية الفلسطينية لخوض المعركة موحدين، والإسراع لعقد جلسة للمجلس المركزي الفلسطيني لاتخاذ القرارات الوطنية اللازمة لمواجهة التحديات الحطيرة التي تواجهها القضية الفلسطينية.

البديل
Developed by