Facebook RSS
الصفحة الرئيسة رسالتنا ارسل مقالاً اتصل بنا

الناس ثلاثة

قال علي بن أبي طالب (رض): النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ، وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ. فلنحدد أين نكون

أعلام: السيرة الذاتية للواء الشهيد سعد صايل ابو الوليد (1932-1982)

saad sayel
نشر بتاريخ: 27/09/2011


محمود هاني سعادة من أبرز من كتبوا عن الشهيد سعد صايل ولا شك ان كتاب نبيل عمرو أيضا عن المارشال يستحق القراءة وعملا من المعهد الوطني لتدريب الكوادر على ابراز أعلام فلسطين والثورة الفلسطينية فاننا وبدون تصرف نعرض ما كتبه سعادة عنه وبالتعاون مع جريدة وموقع (نقطة واول السطر) خاصة


مقدمة

في لمحات من تاريخ كل أمه، ظهرت شخصيات غير عادية، اتسمت بصفات بارزة و ارتبطت باحداث باهرة ، و أدت أدواراً تاريخية ليست في متناول قدرات العاديين من الناس . و لذلك أصبح لهؤلاء العظام ميزة السبق و طابع الخلود.
و لا تقف هذه الشخصية عند حدود زمانها او مكانها ، و لا ينحصر تأثيرها في دائرة بناء وطنها و حسب ، و لكنها تتجاوز حدود الزمان و المكان، و تصبح قبلة الجماهير.
كم من نجوم بشرية سطعت قبل عشرات السنين و ما زال بريقها يخلب الألباب ، و كم من شخصية لم يطو الموت أثرها، و لم يفقدها جاذبيتها، و انما استمرت تعيش في قلوب الناس، و تجول بخواطرهم،  نابهة الذكر خالدة الأثر، ذلك لأنها شخصيات تاريخية خالدة.
فالعظيم عندما يفارق دنياه يفتح له التاريخ أبوابه، و يودعه أحد بروجه الشاهقة، حيث لا يخفت له صوت و لا تخبوا له صورة، و انما يظل واضح المعالم ظاهر الأثر ،يتلفت اليه الناس من كل مكان و في اي زمن ، يطالعون صفحاته، و يدرسون ميزاته، و يعددون مواقفه، و قد يقال أن لكل ساعة رجلها ، و لكل بلد بطله الذي يحمد له مواقفه ،ولكن من الرجال القلائل من يصبح بطلا لجميع الازمان ، وذلك لان شخصيته قد تفوقت على مستوى الزمن المحدود ،فانتقلت الى مشاعر الناس واستوجبت تقديرهم وحفاوتهم، وكأنها تعيش بين ظهرانيهم .
ان القائد الوطني الباسل الذي صد الغزاة المعتدين مثل هذا الرجل لا يموت . لم يكن ابو الوليد محاربا بحكم الصنعة ، ولم تكن الحرب هوايته، ولكنه كان مواطنا محبا لوطنه، فلما دعاه الداعي لحمل السلاح وانقاذ الوطن تولى قيادة الجيش وحارب بكفاءة وبسالة .
لقد حارب ابو الوليد لانقاذ وطنه ولكنه لم يحارب للاعتداء على الاخرين : حارب من اجل استقلال شعبه وليس للمطامع الشخصية والامجاد البطولية .
كان ابو الوليد قائدا موفقا ببركة ايمانه الصادق وبفضل تجاربه الميدانية وقدرته في التأثير على رجاله ،وحيازة ثقتهم وتعمير نفوسهم بالنظام والشجاعة والكرامة .
لقد نهض ابو الوليد بالعبء كاملا وعمل باخلاص وكفاية في ميدان الحرب، ولكنه كان مقدرا انه يواجه عدوا اكثر عددا وتنظيما وسلاحا وخبرة ، ولذلك لم ترهبه المعركة بل لقد تلقى الضربة بعد الاخرى دون ان يسلم بالهزيمة ،فهو لم ييأس قط في اشد مواقف الخطر، ولم يفارقه الهدوء النفساني والثقة بالنصر النهائي وهذا محك القائد العظيم .
انه رجل تاريخ وصانع تاريخ . لقد نادت الساعة الرجل وكان رجل الساعة .
عاش ابو الوليد عمره مجاهدا ورب اسرة موفقا وربانا لسفينة الثورة في المرحلة الخطرة حتى طالته يد الحقد في سهل البقاع في 27/9/1982 ، مشيعا باكرم وداع قدمته فلسطين وشعب فلسطين ،ومبكيا عليه من احرار العالم كله .
لم تكن جنازة .. و.. ولكن احتفال مهيب كالاحتفال بالنصر . كان شهوده الشعب كله ومندوبون عن اسرته الكبرى : رفاقه في السلاح ، لقد ودعناه بالاسى والافتخار ... الاسى لكونه غاب عنا ، والافتخار بالذي انقذت شجاعته الحريةفي اشد الساعات حلكة.
ان قاموس ابو الوليد التصميم في الحرب ، والصمود في الهزيمة والتسامي في النصر .
والخزي والعار لمن اطلقوا الرصاص عليك، لانهم بعد ذلك اكتشفوا انك الحي وهم الاموات.
محمود سعادة

قال تعالى " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من يننظر وما بدلوا تبدبلا" صدق الله العظيم
مولده ونشأته:
ولد الشهيد البطل عام 1932 في قرية كفرقليل الواقعة في السفح الشرقي لجبل جرزيم " جبل الطور" احد جبال مدينة نابلس .
عاش طفولته عاشقا للوطن عشق الطيور لصغارها ، وتربى على حب الارض والعمل ، حيث ان والده الحاج صايل كان يعمل وهو ابن الثالثة عشر من عمره . وكان والده مسؤول " مراقب عام للطرق " في دائرة الاشغال العامة .
دراسته :
درس المرحلة الابتدائية في قرية عورتا وهي قريبة من مسقط رأسه ،على يد الشيخ احمد حيث لم يك في تلك الفترة مدرسة في قريته ، وبعد الانتهاء من المرحلة الابتدائية انتقل الى مدينة نابلس ليكمل المرحلة الاعدادية والثانوية، حيث درس في مدارس الهاشمية والصلاحية .
في مرحلة شبابه ودراسته كانت فلسطين والوطن العربي فوق بركان ،حيث كانت الحرب العالمية الثانية في اوجها، وكانت جحافل الجيوش الالمانية تدك حصون دول اوروبا الواحدة بعد الاخرى ،حيث سقطت باريس وسقطت معها هامات الجنرالات الفرنسيين قواد معركة ميلسون في سوريا في سنوات العشرين ، هؤلاء الذين هزوا قبر صلاح الدين وقالوا لقد عدنا يا "صلاح الدين ".
وديس التاج البريطاني على السواحل الشمالية لفرنسا ،وحطم الجيش الالماني رؤوس رفاق الجنرال اللنبي الذين قالوا يوم ان دخل القدس في الحرب العالمية الاولى "اليوم انتهت الحروب الصليبية "".
ووصلت انباء انتصارات المانيا الى المشرق العربي وخصوصا فلسطين، وبدأ شعور غريب من العطف نحو الالمان يأخذ مكانه في الشرق العربي ، كان هذا الشعور ناتجا عن بركان من النقمة العارمة التي لم تجد لها في الماضي طريقا للانفجار بشكل واسع من المحيط الى الخليج .
كان هذا الشعور بالنقمة يموج مع الرياح التي تحمل معها شذى زهر البرتقال الذي استولت عليه المنظمات الصهيونية في فلسطين بدعم من الاستعمار البريطاني .
كان هذا الشعور بالنقمة ينبثثق من داخل الارض ،من مقابر الشهداء في فلسطين ،من انات الثكالى ،من عويل الاطفال الهائمين على وجوههم بعد ان دكت قنابل بريطانيا بيوتهم في فلسطين .
كان هذا الشعور بالنقمة يتردد في كل صباح مع صدى نداءات الطلاب والعمال في الوطن العربي ،في مظاهراتهم مطالبين الصهاينة والبريطانيين بالجلاء .
وفي فلسطين كانت الاحتجاجات على اشدها نتيجة للظروف القاسية التي يعيشها شعبنا ،ونتيجة الهجمة الصهيونية المدعومة من بريطانيا للاستيلاء على فلسطين واقامة الكيان الصهيوني .
كان طلاب المدارس في الطليعة يقودون الاحتجاجات والمظاهرات ،وكان الطالب سعد صايل رحمه الله على رأس الثوريين الذين يخوضون المظاهرات احتجاجا على ظروف شعبنا القاسية ،واحتجاجا على سماح الحكومة البريطانية لليهود بالهجرة الى فلسطين بشكل علني ،حيث ازداد عدد اليهود في فلسطين في تلك الفترة 14 ضعفا بالمقارنة مع عام 1882 ،واهم مراحل الهجرة كانت في فترة الانتداب البريطاني على فلسطين من سنة 1925 الى 1948 حيث كانت الهجرة بمعدل 520 شخص كل يوم .
كانت الهجرة مبنية على الاحلال محل السكان العرب الشرعيين ، كانت الهجرة تتم بالتنسيق مع الحكومة البريطانية لتمكين اليهود من اقامة دولتهم في الوقت المناسب .
وفي عام 1947 جرى التصويت على قرار تقسيم فلسطين في الامم المتحدة الى دولتين :يهودية وعربية وعندما اعلن قرار التقسيم اندلعت نار الثورة في فلسطين، وانفجرت الثورة دون تنظيم ودون اعداد ،ونشأت لجان قومية في البلاد اخذت تجمع الاموال وتشتري الاسلحة بمقادير قليلة ،ولكن الوضع كان سيئا ،ولا نستطيع ان نقول بأنه كان هناك نوع من الاستعداد، بعكس اليهود الذين كانوا مستعدين بشكل جيد بسسب دعم بريطانيا وامريكا لهم.
وعند رحيل القوات البريطانية عن فلسطين عام 1948 استولى الصهاينة على جزء كبير من البلاد وكانت النكبة ، واغتصبت فلسطين على مرأى ومسمع من العالم اجمع،  وعجزت الجيوش العربية عن دحر الصهاينة، وبدأت عمليات القتل والطرد بحق اهل البلاد الشرعيين على يد المنظمات الصهيونية الارهابية مثل :منظمة ليحي ومنظمة ارغون التي كان قائدها رئيس وزراء اسرائيل السابق مناحيم بيغن جزار بيروت.
واستولى الصهاينة على اموال العرب المطرودين من ارضهم، وتشتت مئات الالوف من شعب فلسطين في بقاع الارض واعلن عن قيام دولة اسرائيل في15/5/1948
في الجيش الاردني
بعد احتلال فلسطين،  وعجز الدول العربيةفي تلك الفترة عن هزيمة الصهاينة ، كان الشهيد سعد صايل رحمه يرى كغيره من ابناء فلسطين ان الطريق الى استرداد الحق والارض لا يكون الا بالقوة والعمل  العسكري وذلك كان السبيل في ذلك الوقت .
من هذا المنطلق التحق الشهيد سعد صايل في اوائل الخمسينات بصفوف الجيش الاردني حيث دخل الجيش برتبة مرشح بعد دورة تدريبية في معسكر العبدلي في مدينة عمان ولمدة ستة اشهر،  وكان خلال وجوده بالجيش يعمل بكل جهوده ان يكون ذلك العسكري المحترف،  ثم دخل في سلاح الهندسة بعد ان خدم في قطاعات مختلفة في الجيش ، ونظرا لتقدمه واجادته فقد ارسل في بعثات عسكرية الى بريطانيا،  ودرس في جامعة سانت هيرست ، وكذلك ذهب الى باكستان ، واكتسب من هذه الدورات خبرات عسكرية عالية .
كان رحمه الله اثناء خدمته في الجيش الاردني متأجج الفكر والحركة ،وذو شخصية قوية مميزة، وكان له نشاطات وطنية وقومية مما ادى الى اعتقاله مرتين في السجون الاردنية .
في عام   1967 اندلعت الحرب العربية الاسرائيلية الثالثة ويطلق عليها المؤرخون "عدوان الخامس من حزيران " حيث قامت اسرائيل بالهجوم على القوات العربية المصرية والسورية والاردنية ، وكان من نتائج هذه الحرب احتلال الضفة الغربية التي كانت في تلك الفترة تحت الحكم الاردني، وشبه جزيرة سيناء وقطاع غزة اللتان كانتا تحت الحكم المصري والجولان السورية ، وفتحت اسرائيل مضائق تيران ، وسيطرت على شرم الشيخ،  وضمنت اسرائيل لنفسها الملاحة في خليج العقبة .
اما النتائج الاقتصادية لهذه الحرب فكانت سيطرة اسرائيل على مصادر النفط في سيناء وعلى الموارد المالية في المرتفعات السورية والضفة الغربية، واصبح باستطاعة اسرائيل تطوير عملية الهجرة والاستيطان في الاراضي العربية المحتلة .
وبعد هزيمة العرب في هذه الحرب شارك ابو الوليد في اعادة بناء و تنظيم  الجيش الاردني من جديد الى ان جاءت معركة الكرامة حيث قامت القوات الاسرائيلية في 21/3/1968  بمهاجمة قواعد المقاومة الفلسطينية في شرقي نهر الاردن بهدف القضاء على هذه المقاومة،  الا ان المقاومة الفلسطينية والجيش الاردني استطاعا ان يردا  الغزاة الصهاينة ويلحقان بهم الهزيمة .
لقد اثبتت معركة الكرامة ان وحدة الانسان العربي وايمانه قادران على الانتصار على اي قوة معتدية مهما كانت،  وخاصة عند الدفاع عن الارض والحق ، وكان ابو الوليد اثناء معركة الكرامة احد الضباط الذين كانوا يقومون بالتنسيق مع قيادة المقاومة الفلسطينية .
احداث ايلول والتحاقه بصفوف الثورة
قبل ان ندخل في الظروف والاسباب التي جعلت ابو الوليد يترك الجيش الاردني بعد ان وصل الى رتبة عقيد ركن وقائدا للواء الحسين للالتحاق بصفوف الثورة الفلسطينية،  نود ان نوضح للقارىء الظروف والاسباب التي ادت الى قيام منظمة التحرير الفلسطيتية ،  الصحيح ان هناك عوامل كثيرة ادت الى قيام منظمة التحرير الفلسطينية كإطار تنظيمي يضم في داخله الطموحات والاماني الوطنية الفلسطينية وهذه العوامل   هي :
1 - فكرة ضرورة تنظيم الفلسطينيين يظهر بالاساس كرد فعل مضاد لفكرة الاعتماد على الدول العربية ، وكخيبة امل من نشاط هذه الدول في النزاع العربي الاسرائيلي والصهيوني .
وقد بدأت حركات فلسطينية بتشكيل نفسها، والذي دفعها الى هذا هو الايمان بأن الدول العربيةغير امينة وغير حريصة في طريقة تعاملها مع القضية الفلسطينية ، وبأن الحل يكمن في ضروة تنظيم وتشكيل التنظيم الفلسطيني والطلائع الفلسطينية التي ستلقى على عاتقها الكفاح في حرب الشعب والتحرير .
2 - المثل الجزائري كان مثالا على قدرة الشعب البسيط بالامكانيات القليلة هزم دولة كبيرة، وكان لنجاح الثورة الجزائرية الاثر العظيم لتطور القضية الفلسطينية ، فلقد شعر الشباب الفلسطيني بأنهم لا يقلون اهمية عن اخوتهم الجزائريين ، وانه بمقدورهم رفع راية وشعار الكفاح المسلح لتحرير فلسطين.
هكذا بدأ البحث عن نشاط فلسطيني ذو شخصية وهوية فلسطينية مستقلة  والتي من خلالها  يمكن للشعب الفلسطيني  العمل بصورة مباشرة مع قضيته دون وصاية ، وكأي حركة تحر في العالم كانت منظمة التحرير تملك افكارا وايدولوجية وخطط عمل في ثلاث مجالات :
- على المستوى الفلسطيني
- المستوى العربي ،
-والمستوى الدولي
لقد استطاعت منظمة التحرير بعد هزيمة حزيران عام   1967  بناء واقامة قواعد عسكرية لها في الاردن، تواجد في كافة الاماكن ، وسيطرة على تجمعات فلسطينية كبيرة في الاردن ،مما جعل القوات الصهيونية بعد تنامي الحركة الوطنية الفلسطينية أن تقوم بمهاجمة قواعد الفدائيين الفلسطينيين عام 1968  في منطقة الكرامة بهدف ضرب النشاط الفدائي ، وكذلك الضعط على الحكومة الاردنية لاتخاذ سياسة حازمة تجاه المقاومة الفلسطينية،  واستطاعت المقاومة الفلسطينية التي لم يتعدى عدد مقاتليها - في حينه-  300 فدائي على وقف الزحف الصهيوني ،وخرجت المقاومة من هذه المعركة رافعة لواء النصر،  وكان لذلك تأثير ساحق على الجماهير الفلسطينية  والعربية ، وكذلك شكلت مرحلة هامة وسريعة في تطور الحركة الوطنية الفلسطينيية : فالمتطوعون انخرطوا في العمل الفدائي من كل الاقطار العربية،  وخلال سنة واحدة اصبح النشاط الفدائي ذا فعالية وعدد لا يستهان به في الاردن.
من جهة اخى كان لمعركة الكرامة اهمية بالغة على قرارات المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد في القاهرة  عام 1969  حيث  زادت من قوة الفصائل الفسطينية وخصوصا تنظيم "فتح " التي سيطرت على منظمة التحرير ، فحولت المنظمة من النشاط السياسي والعلاقات مع الجماهير الى منظمة ذات طابع عسكري مع بناء قوات نظامية فلسطينية .
واصبحت المقاومة الفسطينية اكثر قوة على الساحة الاردنية بعد معركة الكرامة حيث تلقى تأييدا واسعا من الشعب الفلسطيني والعربي عموما ، وهذا ادى الى نشوب خلافات بين المنظمة والحكومة الاردنية تطورت هذه الخلافات الى صدام مسلح بين الجيش الاردني والمقاومة الفلسطينية .
- والحقيقة ان الصدامات بدات منذ شهر حزيران عام 1970 حيث قامت الجبهة الشعبية احد فصائل المقاومة باحتلال فندق فيلادلفيا وفندق الاردن بتاريخ 10/6/1970   واحتجاز العديد من الاجانب ، واكدت ان الافراج عنهم منوط بوقف القصف الاردني للمخيمات الفلسطينية ،
- وفعلا توقفت الاشتباكات يوم 11/6/1970   وبدات الحياة الطبيعية تعود الى شوارع عمان وبحذر .
- وفي 25/6/1970   ظهر ما يسمى بمشروع روجرز :"بادرة السلام" الامريكية الداعي الى وقف اطلاق النار بين العرب واسرائيل ، واقامة سلام عادل حسب المفهوم الامريكي، وقد رفضت المنظمة هذا المشروع مع العلم ان هناك دول عربية قبلت به ومنها مصر والاردن ،حيث وافق الرئيس المصري جمال عبد الناصر على هذا المشروع في 22/7/1970   مما ادى الى حدوث انشقاق في صف الدول العربية .
- وفي 27/8/1970  عقد المجلس الوطني الفلسطيني دورته الاستثنائية في عمان في جو من التوتر البالغ نظرا للاشتباكالت التي كانت قد اندلعت بين المقاومة والجيش الاردني ، حيث تم ادانة الموقف الاردني والمصري من مشروع روجرز ، وكذلك التاكيد على اهمية الموقع الجغرافي الاردني كموقع مهم للنشاط الفدائي مما اثار  غضب الحكومة الاردنية .
- وفي 29/7/1970  وقع اول اشتباك بين المقاومة والجيش الاردني.
- وفي 15/9/1970  شكلت حكومة عسكرية في الاردن وبداالصدام العسكري بين الطرفين .
- في 24/9/1970  أرسلت الجامعة العربية بعثة تضم رئيس وزراء تونس ورئيس وزراء السودان رئيس الاركان المصري وزير الدفاع الكويتي في محاولة لاقناع الطرفين في التوصل الى تسوية،  ووافق الملك حسين والرئيس عرفات على وقف اطلاق النار ، واسدل الستار عن مجازر ايلول التي امتدت حتى سنة  1971 .
لا شك ان احداث ايلول الاسود التي رافقها الصمت العربي دفعت بالفلسطينيين الى تفهم اكثر للوضع الفلسطيني ولضرورة الالتفاف الجماهيري حول م . ت. ف.  ، التفاف من  شانه ان يفشل كل المخططات الامبريالية والصهيونية لتمرير الحلول المطروحة والتي لا تأخذ بالحسبان قضية وحقوق الشعب الفلسطيني . واحدثت معارك انهاء الوجود العلني للمقاومة في الاردن ردود فعل عنيفة بين ابناء الشعب الفلسطيني،  وخصوصا بين الفلسطينيين الذين يخدمون في الجيش الاردني، مما ادى الى هروب عدد كبير منهم من مختلف الرتب من الجيش الاردني والالتحاق بالثورة،  وكان على رأسهم العقيد سعد صايل والذي كان قائدا للواء الحسين .
كان الموقف بالنسبة للشهيد ابو الوليد واضحا فهو لم يلتحق اصلا بالجيش الاردني الا من اجل فلسطين وارض فلسطين،  وانحاز الى جانب الحق والتحق في خضم الاحداث في صفوف الثورة ، ووجه ندائه الى كل الاحرار في الجيش الاردني للالتحاق بصفوف الثورة والانحياز الى جانب الحق، فلبى نداؤه الالاف من الجنود والضباط على اختلاف انتماءاتهم الاقليمية .
وبعد خروج المقاومة من الاردن قام الشهيد باعادة وتجميع صفوف الالاف من الجنود والضباط الملتحقين بالمقاومة في قوات اطلق عليها "قوات اليرموك" وكان الشهيد ابو الوليد قائدا لها، وقام بتدريبها وتنظيمها وتعبئتها من خلال حركة "فتح"، وكانت مراكز تواجدها في سوريا ولبنان .
وقد شاركت بالقتال لتخفيف الضغط على رجال المقاومة الذين لا زالوا في احراش جرش وعجلون في ذلك الوقت بقيادة الشهيد القائد ابو علي اياد ، ولكن تغيير القيادة في سوريا في ذلك الوقت حال دون تمكين تقديم المساعدة لهم حيث اغلقت سوريا الطريق في وجه اية مساعدة ،وسقط القائد الشهيد ابو علي اياد شهيدا على ارض الاردن بايد عربية لطالما تلطخت بدماء الاحرار لحماية الصهاينة .
وخرجت المقاومة من الاردن نهائيا .
وفي عام 1973  اندلعت الحرب العربية الاسرائيلية الرابعة بين القوات الاسرائيلية والجيشين المصري والسوري ، حيث شارك القائد ابو الوليد وقوات اليرموك التي شكلها في الحرب من جنوب لبنان ، واستطاعت الجيوش العربية الانتصار على الجيش الصهيوني ولو ان هذا الانتصار كان انتصارا مبتورا .



بعد انتهاء حرب  1973 انتقل الشهيد القائد ابو الوليد الى البقاع اللبناني لانه الطريق الوحيد ة المفتوحة للقتال ضد اسرائيل ، وكان قائدا للقوات المشتركة الفلسطينية اللبنانية .
وبدأ العمل على تعزيز القدرات القتالية للمقاتل الفلسطيني واللبناني، وتثبيت مواقعه في الساحة اللبنانية وخصوصا في الجنوب اللبناني .
وكانت بداية الصدام مع القوات اليمينية المتعاونة مع اسرائيل قد بدأت في العام 1975  ، وامتدت لتشمل جميع انحاء لبنان في اسوأ واعنف حرب اهلية ، استطاع العدو الصهيوني ان يغذيها في ظل غياب اي نوع من التنسيق والتعاون العربي ، وتصاعدت تلك الحرب وخصوصا بعد توقيع السادات معاهدة السلام المنفردة مع اسرائيل عام 1979 " " اتفاقية كامب دافيد.
كذلك بدات الصدامات مع الجيش السوري بعد دخوله الى لبنان بمباركة امريكية بحجة انهاء الحرب الاهلية ، ولكن الهدف  من دخول الجيش السوري هو ضرب المقاومة الفلسطينية وحلفاءها من القوى اللبنانية لانهم رأوا فيها بداية قوة آخذة في التصاعد في مواجهة انظمة مرتبطة بتحالفات مشبوهة مع اعداء شعوبها .
ووقف الجيش السوري جنبا الى جنب مع القوى اليمينية المتحالفة مع اسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية اللبنانية  المشتركة ، وتصاعدت الحرب الاهلية وتطورت وبدأت التصفية على اساس الانتماء الديني ، وبدات عمليات التهجير المتبادل والتي راح ضحيتها الالاف من ابناء الشعبين الفلسطيني واللبناني .
وبلغت الذروة في حصار مخيم تل الزعتر وتصفيته بدعم من القيادة السورية وصمت عربي اللهم الا من بيانات الشجب والاستنكار ، وصمد مخيم تل الزعتر امام المعتدين رغم الظروف الصعبة التي كان يعيشها المخيم ، وكانت الحياة في المخيم شيئا وبقية بلاد العرب شيئا آخر ، ففي المخيم الدم والدموع والحماس والفقر . وحاولت القيادة الفلسطينية بشتى الوسائل وقف هذه الحرب لتوحيد القيادات نحو العدو المشترك ، ولكن كيف السبيل الى ذلك وكل الاطراف مشتركة بالمؤامرة الامريكية الصهيونية ، لذلك كان الهم الاكبر للقيادة الفلسطينية هو حماية الثورة و الشعب الفلسطيني المتواجد على الارض اللبنانية من مخاطر هذه المؤامرة ما امكن .
وكانت مهمة القائد ابو الوليد مزدوجة وهي حماية الثورة في داخل لبنان وفي الحدود مع اسرائيل وخاصة بعد ان قام عملاء اسرائيل من القوات اللبنانية اليمينية بإنشاء جيش لبنان الجنوبي في الجنوب اللبناني وبحماية اسرائيل .

حصار بيروت
بدا واضحا في العام 1981  ان اسرائيل قد بدات في التخطيط لاجتياح لبنان بعد ان وجدت وحلفاؤها ان الحرب الاهلية لم تف بالغرض ،  بل بالعكس ازداد نفوذ منظمة التحرير الفلسطينية وازدادت قوتها.  وكان غزو بيروت هو بداية تنفيذ المخططات الصهيونية الامريكية لابادة الوجود الفلسطيني على الساحة اللبنانية بعد اتمام التهيئة الكاملة له والتخطيط والتعبئة لتنفيذه  ، سواء أكانت على المستوى النفسي الاعلامي او على المستوى التعبوي المادي والعسكري، حيث قامت اسرائيل بتعبئة الرأي العام العالمي ضد قوات منظمة التحرير الفلسطينية ووصفهم بأنهم عبارة عن مجموعات من الارهابين وليسوا حركة تحرير وطنية فلسطينية ، كما ركز الصهاينة على الرأي العام الاسرائيلي  لاقناعه بأن غزو بيروت لحمايتهم،  وانها مجرد نزهة " انتصار بلا ثمن " ، ولن تتجاوز اكثر من 48  ساعة لان الصهاينة اعتادوا الحروب السريعة النظيفة ، ومن ثم التقاط الصور التذكارية ، صور  الانتصارات السهلة ، واعتادوا على حروب بتعب قليل ودم قليل  وخسائر قليلة.
كانت اسرائيل بانتظار الذريعة لغزو لبنان وما اسهلها وذلك عندما قامت احد الفصائل " جماعة ابو نضال " باغتيال السفير الاسرائيلي " اورغوف " في لندن .
وبدأ الاجتياح الاسرائيلي للبنان في شهر حزيران 6 /1982    ، وكان واضحا ان العملية كبير ة ، وتستهدف البنية التحتية للمقاومة والوجود الفلسطيني في لبنان  ، وكان القائد ابو الوليد متوقعا لهذا الغزو  الكبير عن طريق التقارير السرية التي وصلت اليه ، وكان اخر هذه التقارير  من صحفية فرنسية كانت تجمع كافة التعليقات والمعلومات الصحفية المتعلقة باوضاع العدو العسكرية بكافة اللغات حتى اللغة العبرية .
وفي احد الايام اجتمعت الصحفية الفرنسية مع القائد ابو الوليد واخبرته بنيتها الذهاب برحلة الى فلسطين المحتلة ، وبعد جلسة مطولة مع القائد سافرت الصحفية الى الارض المحتلة  ومكثت هناك حوالي شهرا ونصف ، وبعد ان عادت كتبت تقريرا مفصلا بكل ما لديها من معلومات ،  حيث اكدت ان اسرائيل ستقوم بعملية عسكرية كبيرة جدا بمستوى المعركة التي حصلت عام 1978   وشرحت الصحفية الفرنسية لابو الوليد كافة التفاصيل،  وقدمت له مجموعة من الصور الهامة من داخل المستوطنات الاسرائيلية في شمال فلسطين ومعسكرات جيش العدو  ، فعلا لقد كان لثورتنا العديد من الاصدقاء الحميمين على امتداد العالم كله.
وكان ابو الوليد يولي اهتماما خاصا بتطوير قوات الثورة الفلسطينية وضرورة اتقان كافة انواع الاسلحة ، فقبل الغزو بالتحديد في شهر آذار 1982 تم ارسال مجموعة من الضباط الى جمهورية اليمن الديمقراطية في دورة تدريبية على مدافع 100 ملم /ط ، حيث لم يكن في السابق لدى الثورة مثل هذا السلاح،  وعاد الضباط  ومعهم ستة من هذه المدافع ، وامر القائد ابو عمار بتحريك اربع متها الى الجنوب مع عربة الرادار وعندما شاهدها المقاتلون والسكان ارتفعت معنوياتهم لوجود مثل هذا السلاح لدى الثورة .
وكذلك ارسل ابو الوليد  مجموعة من الضباط الى الاتحاد السوفيتي للتدريب  على دبابات الشيلكا المزودة برشاشات عيار 23  ملم رباعي السباطانات وهي من فصيلة م/ط مضادة للطائرات وهي رادارية التوجيه والتحكم بالنيران الليلية العاملة بالاشعة تحت الحمراء .
عدا عن ذلك فقد اهتم القائد ابو عمار و الشهيد ابو الوليد بتدريب قوات الثورة على الاسلحة الكيماوية ،حيث قام ابو الوليد باحضار كمية كبيرة من حامض النشادر وقام بتوزيعها على القوات ، حيث كان رحمه الله قد امر بتدريب مجموعة من الضباط التدرب على مقاومة الاسلحة الكيماوية ،حيث حصل في عام 1979 على عدد كبير من كمامات الغاز ،وكان عدد المتدربين على الاسلحة الكيماوية ما يقارب ال 90 عنصرا.
وكان رحمه الله يشرف شخصيا على مجموعة المقاتلين الذين انهوا دورة المتفجرات  والعمليات الخاصة بزرع الالغام اي دورات الهندسة العسكرية ، وكانت هذه المجموعة تعمل خلف خطوط العدو .
كانت معركة بيروت اذن منتظر ة ومتوقعة ، وكان الاستعداد لها قد تم ،وكانت ارادة الدفاع عنها كاملة ومطلقة. قبل المعركة كانت كل تحليلات السياسيين والصحفيين تستبعد هذه الحرب ، ولكن سعد صايل في مقابلة مع مجلة "شؤون فلسطينية" عدد 128  اعلن :  ان معركة بيروت  قادمة فاستعدوا لها ، وحين وضعت امامه التحليلات التي تقول عكس ذلك قال رحمه الله : ليتحدث المحللون كما يريدون اما انا كعسكري فاقول ان من ينشر قواته بهذه الطريقة فلا بد ان يهاجم بيروت .
فعلا بدات المعارك وامتدت من اقصى الجنوب اللبناني الى اقصى الشمال برا وبحرا وجوا ولمدة قاربت الثلاث اشهر ، ووسط حصار رهيب وكانت القيادة الفلسطينيية كلها في بيروت ، وكانت الدبابات الاسرائيلية قد حاصرت بيروت من ثلاث جهات ،والحربية الاسرائيلية من جهةالبحر ، وعندما حاصر الصهاينة بيروت كان هدفهم ان ينتحر الفلسطينيون فيها استسلاما ، او الانتحار على طريقتهم في "مسادا"  اي ان نقتل اطفالنا ونساؤنا ثم يقتل واحدنا الاخر ، هكذا فعلوا عندما حاصرهم الرومان في مسادا.
في مسادا اساطيرهم واوهامهم وهواجسهم المرضية . رغم كل هذا الحصار حاصرنا عقيدتهم الصهيونية المنحطة في العالم كله، فوقفت بطولتهم عارية وزائفة، انها عقيدة القتل والدمار والجبن ، انها تسقط في مواجهة الثورة، انهم الخراب واننا الدور الحضاري الجبار المشرق والانساني .
وعندما تم الحصار  حول بيروت وعندما اهتزت ركب وسابت مفاصل وانهارت عزائم ورفع اليأس رأسه وحاصر الناس واوشك اليقين ان يتبدد عندئذ ابو الوليد لم يفقد اعصابه ولم يفقد روح المبادرة ، ولذلك بدأ بتحصين بيروت : والتحصين بسيط جدا: اكياس من الرمل في واجهات البنايات ، اكوام من الرمل عند مفارق الطرق ومداخل بعض الشوارع الهامة، الحفر استعدادا لزرع الالغام .
لقد اشاعت هذه الاعمال البسيطة الحيوية الحماسة في ارواح الناس ، الجرافات تهدر ليل نهار، الشاحنات تنقل الرمل من شاطىء البحر ،اكوام الاكياس ترتفع ،ويعلن ابو الوليد مارشال بيروت من خلال اذاعة صوت فلسطين " لا خروج من بيروت ،حصّنا بيروت بما يحول دون اقتحامها من اعتى جيش ".
وفي احدى مراحل حرب بيروت وكانت غارات الطيران كثيفة على السكان قام الشهيد البطل بتشغيل الموتورات لبث الدخان في سماء العاصمة  بيروت،  مما جعل الطيران الصهيوني يلقي قنابله بشكل عشوائي وحتى انه طال القوات الاسرائيلية المتواجدة في محيط بيروت مما اربك العدو واوقف قصفه وخفف الضغط. وفي احدى المراحل عندما حدث تقدم في منطقة الاوزاعي في بيروت وهي منطقة كانت اصلا مكبا للنفايات التحم المقاتلون الفلسطينيون مع العدو في معركة شرسة  اوقفوا فيها تقدم العدو وكبدوه خسائر فادحة، وسقط خلالها  150 شهيدا على ارض المعركة ، شعر ابو الوليد بالغضب على القيادات العربية التي اغلقت حدودها في وجه هؤلاء الابطال ليسقطوا هنا بدل ان يسقطوا على ارض القدس ، لان العرب يعرفون ماذا يعني انتصارنا في بيروت ، ماذا يعني ان تصمد بيروت وتطرد الصهاينة،  لذا شاركوا فعلا حين عرفوا بالحرب شاركوا  بالصمت واغلاق الحدود في وجه مقاتلينا،  يا للايام الاتية ان ما ينتظرنا رهيب، لقد قضى الفلسطيني حياته وهو يقاتل ، يتلقى الرصاص من امام ومن خلف ومن فوق ومن تحت .
صحيح اننا لا نخوض معركة الاخرين واننا نخوض معركة وطننا ولكن ومع ذلك فنحن نخوض معركة هي معركة الاهل والاصدقاء .
لقد بعث القائد ابو عمار برقيات ونداءات للقادة العرب يوضح لهم ابعاد المؤامرة الصهيونية الامبريالية طالبا منهم المساعدة ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، لم تأت الجيوش العربية للنجدة كل شيء صامت في بلاد العرب العواصم تنتظر ترقب وبعضها يشارك .
اقسم بالله ان بعض الانظمة العربية شاركت في الحرب ضدنا ، كان بعضها يمول الحرب والبعض الاخر كان على علم والبعض تمكن من تدمير ارواح الناس، والغاء عقولهم فما عادوا قادرين على التحرك او فتح الافواه .
واستخدمت اسرائيل احدث ما انتجت الة الحرب الامريكية ، فاستخدمت لاول مرة قنابل ذات دمار شامل مثل القنابل العنقودية والانشطارية والفراغية وقنابل النابالم الحارقة والقنابل الفسفورية المحرمة دوليا .
ولم تفرق اسرائيل بين مدني وعسكري ، بين طفل وعجوز فدمروا المنازل والمدارس والمستشفيات ودور العبادة ومحطات توليد الكهرباء وخطوط المياه ، لقد دمروا كل شيء فعاشت بيروت بدون ماء ولا كهرباء مدة ثلاث اشهر ،وتحولت بيروت الى انقاض ،ووصف مراسل صحيفة "التايمز "الهجوم على بيروت بانه اكبر هجوم جوي ومدفعي في التاريخ الحديث، واستطاع القائد ابو الوليد بخبرته العسكرية وحسن تصرفه وتنظيمه للقوات الفلسطينية على قلة عددها وعدتها ،استطاع ان يلحق الخسائر الكبيرة بالعدو ، ويجبر العدو المتغطرس على القتال وفق حساباته هو وليس وفق حسابات العدو ويجعل من النزهة التي فكر بها العدو مقتلا له ولجنوده .
كان ينبغي للعملية التي اصبحت حربا ان تستمر  من  - 72 - 48 ساعةk  ولكن استمرت ثلاث شهور بحيث تكون اطول حرب اسرئيلية عربية منذ قيام الدولة الصهيونيةk وكان ينبغي الا يزيد عدد القتلى الاسرائيليين عن ثلاثين قتيلا وهاهم بالمئات .
لقد ادار ابو الوليد المعارك وجعل المعركة في بيروت مضبوطة كالساعة الجيدة اذا صدر الامر بوقف القتال فهذا يعني ان مدافعنا تسكت كلها في لحظة واحدة محددة ،اليس هذا ما فاجأ العدو ؟
كان رحمه الله مصدر الصمود والعنفوان والتحدي والمواجهة لكل فلسطيني، هذا القائد الذي ادار وقاد المعركة العسكرية  بقدرة وعبقرية نادرة بجانب القائد ابو عمار الذي ادار المعركة السياسية بحنكة ودراية اذهلت كل المراقبين حتى الاعداء انفسهم، لم يكن يستند الى فرضيات اثناء المعركة ولكنه رحمه الله كان يطلب من الضباط الاهتمام بجمع المعلومات عن العدو حتى يستند اليها .
واقترح الشهيد على القيادة ان تخرج القيادة السياسية من بيروت وتتابع المسيرة وتتركه والقيادة العسكرية لمتابعة القتال ،ولكن اقتراحه لم ينل الموافقة فالتزم بقرار القيادة وبقيت القيادة في بيروت.
وفي النهاية وفي الوقت الذي اصبح فيه تدمير بيروت قريبا، كان على القيادة الفلسطينية ان تأخذ قرارا بالانسحاب العسكري من بيروت.
كان تدمير بيروت فوق رؤوس نصف مليون مسلم لم يعد مجرد احتمال بل اصبح حقيقة ، وحصل جدال على قرار الخروج : فهناك من ايد وهناك من عارض ، ولكن كانت هناك عوامل موضوعية، عوامل مادية مباشرة ، عوامل واضحة وضوح الشمس . هذه العوامل هي التي تملي القرار السياسي سواء كان صاحب القرار يحبه او يبغضه ، لان الثورة لم يكن هدفها القتال من اجل القتال ،  فالثورة ليست عصابة تقاتل من اجل ان ينجو افرادها بانفسهم باية وسيلة كانت ، والثورة ليست عملا عدميا المهم فيه هو العنف والتدمير او التحرك تحت شعار " علي وعلى اعدائي يا رب" ، الثورة عمل واع يتحرك من اجل انجاز اهداف معينة وفي سبيل هذا الهدف يهون الاستشهاد ، اما الموت المجاني الذي لا يخدم هدفا فلا وجود له في قاموس الثورة .
كذلك هناك عوامل تحكم عمل الثورة وتحكم اسلوب العمل الفدائي ، فحسب هذا الاسلوب القتالي لا يطلب من المقاتل ان يهزم الجيش الصهيوني كما يهزم الجيش النظامي جيش اخر . هناك مهمات اخرى مطلوبة من المقاتل ان يصمد اولا ولاطول فترة ممكنة ،وان يوقع اكبر حجم من الخسائر ، وبعدها اما ان ينسحب المقاتل ليعيد الكرة من جديد واما ان تكون هناك اشياء ينتظرها عسكرية ام سياسية ويبقى صامدا حتى تتحقق، وفي ظروف معركة بيروت كان الحصار كاملا ومحكما ولا مجال فيه للانسحاب  والهجوم من جديد ، ولذلك لم يكن هناك خيار سوى الصمود من اجل انتظار شيء ما عسكري او سياسي يأتي من الساحة العربية او الدولية، او من كليهما، وقد صمد المقاتل الفلسطيني ثلاثة اشهر بانتظار " شيء ما ،" ولكن هذا الانتظار كان دون نتيجة .
ان قتال المقاتل الفلسطيني وصموده وايقاع الخسائر في صفوف الصهاينة كلها امور هامة واساسية في الميزان العسكري ، وهي التي منعت اسرائيل من اقتحام بيروت طوال اشهر الحصار ولكن هذا كله يحتاج الى من يستثمره ويحوله الى نصر ملموس مباشر ، يحتاج الى من يستغله ويحوله الى هجوم مضاد وهذا واجب الجيوش العربية ، وهذا هو دورها المنتظر ، ولكن لم يحصل ذلك ، و كان هذا احد الاسباب التي فرضت قرار الرحيل عن بيروت. كذلك كان هناك ضغط لبناني على الثورة الفلسطينية وبدأت المفاوضات لانهاء القتال واتفق على خروج القيادة والمقاتلين من بيروت وانسحاب القوات الصهيونية .
وخرج ابو الوليد مع القيادة و المقاتلين  عن طريق البحر ، واستمرت عملية الرحيل على مدى اربعة عشر يوما واصلت بيروت اثنائها وداع المقاتلين، وقام ابو الوليد قبل ان يغادر بزيارة مقبرة الشهداء وقرأ الفاتحة على ارواحهم ،وحين انتهى من زيارته توجه الى قبر خاص بين القبور ووقف امامه خاشعا يتلو الفاتحة مرة اخرى كان ذلك هو قبر الحاج امين الحسيني وكأنه كان يريد من وراء ذلك تأكيد استمرارية النضال الفلسطيني، واظهار احترام الجيل الفلسطيني الحالي لتضحيات الجيل الذي سبقه، او انه كان يستشعر اقترابه من الشهاده فذهب يودع الذين سبقوه على ذلك الدرب ، وعند الخروج من بيروت امر الشهيد ابو الوليد المقاتلين بأن لا يحمل اي منه سوى سلاحه وحقيبته(جعبته العسكرية ) ،حتى يكون الخروج مشرفا امام العالم كله.
لقد رحل الابطال عن بيروت رحلوا بعد ان اثبتوا لنا وللعالم ان الرحيل لا يعني الهزيمة ، وان البطولة تراهن على تغير العالم مهما كانت الظروف المحيطة والعقبات المثبطة .
رحلوا بعد ان تخلى عنهم الاصدقاء واخوة الدم والدين .
رحلوا بعد ان اثبتوا للعالم ان سلاحنا هو مقاتلنا ،ومقاتلنا حرّم بيروت على الصهاينة.
رحلوا بعد ان اكدوا للجميع ان سلاحنا هو روحنا وهي ليست في مكان فيسهل تدميرها



الاستشهاد
كانت الاجواء السياسية في نهاية شهر اب من عام 1982 وبداية شهر ايلول كما يلي :
اولا : على المستوى اللبناني:
اكملت  القوات الصهيونية انتشارها في الجنوب اللبناني حتى بيروت الشرقية، وكانت القوى اليمينية المتحالفة مع اسرائيل تشعر وكانها المنتصرة  رغم الخيانة التي تلطخت به جراء تسهيل عبور القوات الاسرائيلية .
وكانت القيادة اللبنانية تستعد لاجلاء ما تبقى من عناصر الثورة الفلسطينية العسكرية والسياسية من لبنان ، وكذلك الضغط والتشتيت للقوى الوطنية اللبنانية ، فبعد خروج المقاومة الفلسطينية قامت القوات اليمينية المتحالفة مع اسرائيل بالتعاون مع الجيش الاسرائيلي بارتكاب ايشع مجزرة عرفها التاريخ،  ففي 17/9/1982 داهمت القوات اليمينية والقوات الاسرائيلية مخيمي صبرا وشاتيلا ،وبدات عمليات القتل بحق ابناء شعبنا الفلسطيني في المخيمات ، فلم يرحموا طفلا ولا شيخا ولا زوجا ولا اما ،وتجاوز عدد الضحايا 4000 شهيد وشهيدة .
كانت صبرا وشاتيلا صورة للهمجية وسقوط الضمير الانساني على مذبح الشرف و الكرامة الفلسطينية ، المذبحة وفظاعتها لم تحرك النخوة لدى العرب واكتفت العواصم العربية بالشجب والاستنكار والاسف وقراءة القرآن عبر اجهزة الراديو والتلفاز .
ثانيا : على المستوى السوري:
كانت القيادة السورية قد بدات بالخطوا ت لوضع يدها على لبنان ، ولا تريد اية عودة للمقاومة الفلسطينية الى هناك بأي شكل .
ثالثا : على المستوى الاردني :
كانت القيادة الاردنية تستعد لاستقبال منظمة التحرير الفلسطينية ولكن بشكل اخر،  اي حسب التصورات الاردنية المعروفة ،وذلك لتغيير مسار الثورة عكسيا نحو الحل" المرضي" والمخطط له منذ انشاء شرق الاردن وقبل قيام اسرائيل 1948.
رابعا: على المستوى العربي:
كانت الدول العربية تسير في الركب الامريكي المعروف و كان العراق غارقا في حربه مع ايران، وبقية الدول كانت لكل مشاكله الداخلية وغير معني بالاخرين.
خامسا : على المستوى الداخلي لمنظمة التحرير الفلسطينية كانت الامور كما يلي :
1 . وزعت القوات التي خرجت من بيروت الى اليمن والاردن وتونس وسوريا والبقاع اللبناني وكذلك القيادة.
2 . ظهرت نواة انشقاق داخل حركة فتح مدعومة من سوريا، وتركزت في عناصر موجودة في سوريا ولبنان،  وكانت تنظر الاشارة من دمشق.
3. كان ابو الوليد يعيد تقييم ما جرى من اجل اجراء اصلاح الخلل والثغرات التي برزت في حرب بيروت ومحاسبة المقصرين،  واعادة بناء القوات من جديد،وهذا كان اهم شيء في تفكير ابو الوليد.
وفي وسط كل هذه الاجواء وفي مساء السابع والعشرون من شهر ايلول 1982يوم عيد الاضحى المبارك الساعة السادسة وخمس وثلاثون دقيقة ، وكان ابو الوليد عائدا من جولة له من احدى القواعد الفلسطينية في البقاع، وعندما اجتاز اول حاجز سوري  هناك وفي منتصف الطريق الى الحاجز السوري الثاني انهمر رصاص التآمر على مارشال بيروت،  واصابت الرصاصات الغادرة هدفها واخترقت احشاء الشهيد ، وقال لمن حوله ) لقد فعلوها الكلاب( .
وفي احدى مستشفيات دمشق  وفي حوالي الساعة لحادية عشر مساء من نفس ذلك اليوم صعدت روح الشهيد الى خالقها.
واذاعت وكالات الانباء في جميع انحاء العالم نبـأ استشهاد قاهر الصهاينة في بيروت، واصيب الناس بالذهول وهم يصغون الى المذياع ، واصيبوا بالذهول لا لان المارشال استشهد ،كلا ،وان كان استشهاده قارعة كأشد ما يصاب به الانسان في عزيز صميم، ولكن لان المارشال رجل التحدي قتل غدرا ،حتى ان النجوم في السماء خجلت من هذا الصنيع.
كان استشهاده محنة ومأساة للاحرار واصحاب المبادىء في هذه الدنيا ،فقد كانت حياته مثالا عاليا للايمان بالخير والحق في نفس الانسان .  وسارت جنازته من المستشفى في دمشق تشق طريقها في شوارع دمشق يحيط بها رفاق دربه في السلاح والالاف من ابناء شعبه حتى وصلت الى اطراف مخيم اليرموك لتجد شعبه الوفي ،هذا الشعب العظيم الذي ودع الالاف من الشهداء يحتضن نعشه، نعش القائد ابو الوليد بطل بيروت .
ودعته الجماهير وهي تبكي، لم تكن تبكي ابو الوليد المارشال، ولكنها كانت تبكي ابو الوليد الذي استشهد في الموقع والخندق الاول،  لاننا اعتدنا على قيادات في عالمنا العربي هي دوما في الخندق الاخير ، ولعل من اهم اسباب هزائمنا ان الجيوش العربية كانت تدار معاركها من العواصم بعيدا عن الخنادق ، هذا القائد  الذي استطاع بحنكته العسكرية ان يسجل اروع صمود في التاريخ الحديث امام اعتى عدو باسلحته المتطورة  ، وتفوقه العسكري المعروف ، وبعد ان صلى عليه في جامع مخيم اليرموك ووري الثرى في مقبرة الشهداء في المخيم ،  وعادوا رفاقه ليعيدوا الحساب.
لقد رحل ابو الوليد وترك زوجته وتسعة اولاد :  خمسة ذكور وهم وليد ويعمل مهندسا في الامارات وهو عضو في المجلس الوطني والمجلس الثوري لحركة فتح ومحمد ومنير وبسام وفراس وفردوس وفاتن وهن متزوجات ويقمن في السعودية وفدوى ونهى.
ذهب المجاهد سعد صايل لملاقاة ربه بقلب كله ايمان طاهر وعقيدة راسخة بحب الله والوطن بعد ان حارب دفاعا عن العروبة وعن فلسطين تاركا الامانة الثورية القتالية وهي تحرير فلسطين في اعناق الاجيال الصاعدة من شعب فلسطين .
فاكبر تحية تحييه بها ان تكون على مذهبه ،وان نواصل مشواره حتى لو اردنا ذلك فوارد الموت كما اورده من قبل ،ولكنه عرف كيف يؤمن ،وكيف يموت على الايمان فتلقى الرصاص بابتسامة وشموخ ،فكانت اوسمة . فالى جنات الخلد يل ما مارشال بيروت


الخاتمة
ان ما كتبت ليس ذكريات او مذكرات بل هو جزء من مخزون الذاكرة الفردية الملتصقة ابدا بالوطن والثورة ، وهو جزء يسير جدا من تاريخ مرحلة نضال ومعاناة مقاتلينا.
انني استلهم فكرتي وعطائي من الانسان المناضل الذي التصق به حتى وهج المحبة والوفاء،من الرجل الذي كان دائما على حق، من القائد ذي البصيرة الثاقبة وصاحب القدرة على العطاء والتضحية اكثر من اي فرد فينا ، من القائد ابو الوليد الذي لمسنا فيه الحزم وقدرة ومعرفة القائد وحنان وقلب الاب.
لقد مرت ثورتنا بمنطلقات حادة وقاسية يصعب الخروج منها لكن الاخ ابو الوليد والقائد ابو عمار كانا يجتازان بالثورة كل المنعطفات الى بر العمل الفعال والى النتاج الافضل في كل مرحلة من مراحل النضال ، وكانت الثورة تتقدم  وتتعزز  .
ان تاريخ فلسطين سطر بدماء الشهداء ودموع الاطفال و  انات الجرحى واهات الامهات.  ان تاريخ فلسطين مطبوع على جدران كل مغارة حمت ثوارنا من قصف طائرات العدو ، على كل صخرة صدت رصاص جند الاعداء، وعلى ساق كل شجرة تظلل بها ثوارنا من اشعة الشمس الحارقة ،ومن زخات المطر وعواصف الرياح .
ان تاريخ فلسطين مطبوع على ارضها ، في سهولها وجبالها بمداد من دماء شهدائنا على مدى قرن من الزمان .
ان شعبنا يعرف جيدا من هم ابناؤه المخلصون الذين رفعوا راية حريته وشعلة كرامته ، ويعرف كيف يسطر اسماؤهم بمواد من الاعتزاز والفخار .
ان جذور شعبنا المنزرعة في اعماق الارض الفلسطينية والتي سقتها دماء ابطالنا ودموع اطفالنا انبتت فوق ارضك يا فلسطين الافا مثل سعد صايل .
لقد قدمت الثورة الفلسطينية الكثير من الشهداء، لقد رحلوا لكن صخب الدم لا ينام ،ولا بد لهذه المقدمات من نتائج ،فالمقدمات الصحيحية تثمر النتائج الصحيحة، ولا يبقى في الوادي الا الحجارة والحصى، وافضل ما في وادي القضية الفلسطينية شهداؤها .

استشهاد عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" سعد صايل "أبو الوليد".

عسكري ، ومناضل فلسطيني ، ولد في قرية كفر قليل بمحافظة نابلس التحق بالكلية العسكرية الأردنية عام 1951، وتخصص بالهندسة العسكرية وأرسل بدورات إلى انكلترا ومصر والعراق والولايات المتحدة، بعدها درس في كلية القادة والأركان في أمريكا وتدرج في العديد من المناصب العسكرية، حتى أسندت إليه قيادة لواء الحسين بن على وهو برتبة عقيد، انتسب "أبو الوليد إلى حركة "فتح".
وفي أحداث أيلول عام 1970، التحق سعد صايل بالثورة الفلسطينية وأسندت إليه عدة مناصب عسكرية هامة منها مدير غرفة العمليات المركزية لقوات الثورة الفلسطينية.
أصبح عضواً في قيادة قوات العاصفة ، وعضواً في قيادة جهاز الأرض المحتلة، واختير عضوا في المجلس الوطني ثم عضواً في اللجنة المركزية لحركة "فتح" عام 1980.

استشهد يوم 29 أيلول 1982 اثر عملية اغتيال تعرض لها في سهل البقاع اللبناني، بعد جولة تفقدية لقوات الثورة الفلسطينية في المنطقة، وقد رقي إلى رتبة لواء بعد استشهاده، ودفن في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك.


سعد صايل
عسكري ومناضل فلسطيني، ولد في قرية كفر قليل (محافظة نابلس)، وتلقى دراسته الابتدائية والثانوية في مدينة نابلس، وألتحق بالكلية العسكرية الأردنية سنة 1951 وتخصص في الهندسة العسكرية، ثم أرسل في دورات عسكرية إلى بريطانيا سنة 1954 (هندسة تصميم الجسور وتصنيفها) وبريطانيا سنة 1958، والولايات المتحدة سنة 1960 (هندسة عسكرية متقدمة)، وعاد إلى الولايات المتحدة سنة 1966 فدرس في كلية القادة والأركان . تدرج أبو الوليد في عدد من المناصب العسكرية في الجيش الأردني إلى أن أسندت إليه قيادة لواء الحسين بن علي وكان برتبة عقيد. انتسب صايل إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، وفي أحداث أيلول سنة 1970 بين القوات الأردنية وقوات الثورة الفلسطينية ألتحق بالقوات الفلسطينية، فأسندت إليه مناصب عسكرية هامة وقد عين مديراً لهيئة العمليات المركزية لقوات الثورة الفلسطينية،وعضوا في القيادة العامة لقوات العاصفة، وعضوا في قيادة جهاز الأرض المحتلة بعد أن رقي إلى رتبة عميد، كما اختير عضوا في المجلي الوطني الفلسطيني، وانتخب في اللجنة المركزية لحركة فتح في مؤتمرهاالذي عقد في دمشق سنة 1980. شارك أبو الوليد في إدارة دفة العمليات العسكرية لقوات الثورة الفلسطينية في تصديها للقوات الإسرائيلية في لبنان ولقب بمارشال بيروت . استشهد سعد صايل بتاريخ 29/9/1982 في عملية اغتيال تعرض لها بعد انتهائه من جولة على قوات الثورة الفلسطينية في سهل البقاع بلبنان وقد رقي إلى رتبة لواء ودفن في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك بدمشق. وتخليدا لذكرى ابو الوليد أطلقت السلطة الوطنية الفلسطينية اسمه على العديد من المعالم الوطنية في غزة والضفة الغربية مثل الأكاديمية الأمنية في أريحا ومواقع للقوات الأمنية في غزة، ومدرسة في مدينة نابلس وعدة أماكن أخرى
اللـواء ســعــد صـــايــل " أبــو الــوليــــد "
مــارشــال بيــروت
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح " المؤتمر الرابع "
عضو القيادة العامة لقوات العاصفة - عضو قيادة جهاز الأرض المحتلة
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
مديراً لهيئة العمليات المركزية لقوات الثورة الفلسطينية
مواليد قرية كفر قليل قضاء نابلس عام 1932 ، وتلقى دراسته الثانوية في مدينة نابلس
- التحق بالكلية العسكرية الأردنية عام 1951
- عام 1954 شارك في دورات عسكرية في بريطانيا ، عام 1956 دورات عسكرية في مصر ، عام 1958 دورات
عسكرية في العراق ، وفي العام 1960 إلى 1966 في أمريكا .
- قائد لواء الحسين بن علي في الجيش الأردني برتبة عقيد  .
- انتسب إلى حركة فتح إثناء أحداث أيلول في العام 1970.
- شارك أبو الوليد في إدارة  دفة العمليات العسكرية لقوات الثور الفلسطينية وفي تصديها للقوات الإسرائيلية في لبنان ،حيث لقب بمارشال لبنان
-  استشهد سعد صايل " أبو الوليد " في صبيحة يوم العيد  بتاريخ 29/9/1982  في عملية اغتيال تعرض لها بعد عودته من جولة لقوات  لثورة الفلسطينية في سهل البقاع بلبنان .ودفن اللواء في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك بدمشق – سوريا .

المعهد الوطني لتدريب الكوادر

Developed by