نشر بتاريخ: 2020-06-24
صدر للباحث محمد سيف الإسلام بـوفلاقـة من جامعة عنابة كتاب جديد عن مؤسسة المكتب العربي للمعارف بالقاهرة، وذلك بعنوان "اللُّغة العربيّة والتّحدّيات المُعاصرة.. مُعالجة تحليليّة لبعض القضايا المُتصلة بواقعها في بيئتها الاجتماعيّة"، حيث تناولت فيه حسب قوله "قضايا شائكة ومتعددة، ولكنها تندرج تحت لواء التحديات المُعاصرة التي تُواجه لغتنا العربية".
يرجع الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة في حديثه للشروق الأسباب التي دعته إلى تأليف هذا الكتاب إلى جملة من الأسباب، حيث قال في هذا الجانب "يكاد يقع الإجماع على أن مستقبل اللغة العربية مرهون بمواكبة تحديات العصر التي تنضوي تحت لواء امتلاك سلطة المعرفة بمفهومها المعاصر، وقوامها التقنيات الحديثة وثورة المعلوماتية، والاتصالات بالدرجة الأولى، إذ تزداد أهمية وجود اللغة العربية على الشبكات الحاسوبية مع توجه المجتمع نحو مجتمع المعلومات والمعرفة، ونحو الاقتصاد الذي أساسه المعرفة والرقمنة"، مضيفا أن اللغة مؤسسة تحقق التأقلم والتواصل، وتعزز الذات الإنسانية، وتحدّد ملامح الهوية الثقافية، لذا يتوجب في نظره أن نتساءل كيف يُمكن للغة العربية أن تنتفع من التقنيات الحديثة، وتواجه ما يطرحه عليها راهن الحضارة الإنسانية، ومستقبلها من تحديات، وكيف يتيسر لأبنائها مجاوزة الصعاب الكثيرة التي تمر بها حياة اللغة إبان تعاملها وتفاعلها مع الوظائف التواصلية، وأثناء انفتاحها على اللغات العالمية.
ويؤكد الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة أن احتفال الأمة العربية والعالم باللغة العربية من خلال اليوم الذي حددته اليونيسكو في أكتوبر 2012 لم يأت بشكل اعتباطي، فهو حسب قوله احتفاء له أبعاده وخلفياته ودلالاته العميقة ومعانيه المتعددة، ويعكس المكانة العالمية التي تحظى بها اللغة العربية، "ما يدفعنا إلى تكثيف الجهود للمحافظة على سمو مكانة اللغة العربية في مواجهة الهجمات الرامية للنيل منها، والتي يجب مواجهتها بالعمل على تطويرها، والحفاظ عليها لاحتواء علوم العصر، والتقنيات الحديثة". وبخصوص بعض مضامين الكتاب فقد أوضح الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة للشروق بأنه تناول فيه قضايا شائكة ومتعددة، ولكنها تندرج تحت لواء التحديات المُعاصرة التي تُواجه لغتنا العربية، فقد توزعت المباحث الخمسة على تحليل ومعالجة قضايا متنوعة، من بينها "اللغة العربية ومُواكبة العصر"، طرح مجموعة من الأفكار المتصلة بالتحديات والمآزق التي تحيط باللغة العربية، ويُنبه إلى المكانة المرموقة التي تحظى بها بين لغات العالم، ومدى قدرتها على استيعاب العلوم الحديثة، أما في شقه الثاني فيدعو إلى ضرورة الإفادة من التقنيات الحديثة، كما تناول مسألة السّمات الأساسيَّة للغة الشّباب المعاصر ومستوياتها (مُعالجة لسانيّة اجتماعيّة لنماذج مختارة) بغرض إبراز السّمات الأساسيّة التي تشكّلت منها، وتبيين مستوياتها المُختلفة والمتعدّدة، بصفتها خطاباً عصرياً، مع تحليل نماذج مختلفة من كتابات الشّباب المعاصر في وسائل التّواصل الاجتماعي، بغية رصد مظاهر الخليط اللّغوي، وإيضاح ملامح التّنوع والثّنائية والازدواجيّة اللّغوية في لغة الشّباب المعاصر، وذلك من خلال تحليل عدّة نماذج من كتابات الشّباب المعاصر من مستويات مختلفة.
وعالج الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة في هذا الكتاب أيضا سُبُل تعزيز المُحتوى الرقمي باللّغة العربيّة.. تحديات وآفاق وتجارب متميّزة، من خلال رصد قضايا متعددة ومتداخلة، وتكتسي أهمية بالغة في زمننا الراهن، وتتصل بالإشارة إلى بعض التحديات التي تُواجه جهود تعزيز المُحتوى الرقمي العربي، والتنبيه إلى الآفاق المرجوة من بعض الجهود العربية المتميزة، كما يعرض البحث عدة تجارب ناجحة تتصل بهذا الميدان، ويرمي أيضا إلى إبراز وتحليل جُملة من القضايا العلمية الجادة التي تكتسي أهمية استثنائية، وتتصل بسُبُل تعزيز المُحتوى الرقمي باللّغة العربيّة، والنهوض به إلى آفاق واسعة، في ظل وجود جملة من التحديات، خدمة للغتنا العربية التي تتسم حسب قوله بقدرتها على استيعاب العلوم الحديثة، وتلبية أغراض الاتصال في الحياة، دون جعلها حكراً على أغراض محددة، وهو ما يُحتم حسب محدثنا على الدارسين ضرورة مناقشة هذا الموضوع، والنهوض بدعم الجهود المبذولة والهادفة لاستخدام التقنيات الحديثة بالأبحاث، والدراسات المُتتالية، والعميقة.
الشروق الجزائرية