نشر بتاريخ: 2020-06-16
افادت صحيفة لبنانية يوم الاثنين أن اسرائيل وافقت على تحويل من قطر 50 مليون دولار إلى غزة كجزء من صفقة تهدف على ما يبدو لوقف التوترات المتصاعدة مع الحركات المسلحة في القطاع.
(تايمز أوف إسرائيل)
وجاء الاتفاق المزعوم بعد أن جددت الحركات في غزة إطلاق البالونات الحارقة إلى جنوب إسرائيل.
وذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، نقلا عن وسطاء قطريين ودوليين، أن الحركات المسلحة في القطاع وافقت على وقف الهجمات البالونية، التي لم تتسبب حتى الآن في وقوع إصابات أو أضرار.
وجاءت الصفقة المزعومة على الرغم من الانتقادات الشديدة التي وجهها وزير الدفاع بيني غانتس لمثل هذه الترتيبات طوال الحملات الانتخابية الثلاث الماضية، حيث اتهم الخصم الذي أصبح حليفا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحكومة بدفع "أموال الحماية" لحركة حماس التي تحكم غزة عبر السماح بتحويل ملايين الدولارات من المساعدات القطرية إلى القطاع كجزء من اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال غانتس في أحد فيديوهات حملته الانتخابية: "يدفع نتنياهو للقتلة من حماس 15 مليون دولار شهريا، ونحن نتلقى مئات الصواريخ على سكان الجنوب، عشرات آلاف الكيلومترات المحروقة، مئات الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، عشرات آلاف الأطفال في الملاجئ. لن ندفع أموال حماية لحماس".
ورفض مكتب غانتس التعليق على تقرير صحيفة "الاخبار" يوم الاثنين.
وندد والدا جندي إسرائيلي محتجز من قبل حماس في غزة بوزير الدفاع يوم الإثنين لأنه سمح على ما يبدو بالصفقة.
وقالت ليئا وسيمحا غولدين، اللذان قُتِل ابنهما هدار في حرب غزة عام 2014، التي قادها غانتس كرئيس لجيش الدفاع الإسرائيلي: "بيني غانتس خيبة أمل كبيرة بالنسبة لنا. هناك فجوة غير معقولة بين ملاحظاته وتصريحاته وأفعاله".
وقالا في البيان إن "تحويل 50 مليون دولار إلى حماس واستمرار التخلي عن أبنائنا عار"، في إشارة ايضا إلى أورون شاؤول، جندي إسرائيلي آخر تحتجزه حماس، وإسرائيليين على قيد الحياة، أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين دخلا غزة وأسرتهما حماس.
وكتبا انه "بتوجيه من مجلس الوزراء الأمني وبمساعدة الجيش الإسرائيلي، ستحصل حماس في غزة اليوم على 50 مليون دولار نقدا في حقائب، وهو مبلغ زاد بثلاثة أضعاف".
وقال مسؤولون محليون إن مجموعة بالونات يشتبه في انها تحمل عبوة ناسفة واطلقت على ما يبدو من قطاع غزة سقطت خارج بلدة تيدهار جنوب اسرائيل صباح اليوم الاحد.
وكان هذا أول هجوم بالون ناسف يطلق عبر الحدود منذ عدة أشهر، على الرغم من اطلاق عددا قليلا من البالونات عبر الحدود خلال تلك الفترة.
ويأتي الحادث على خلفية تهديدات متزايدة من قبل جماعات مسلحة في القطاع لاستئناف اطلاق هجمات البالونات الحارقة إلى إسرائيل، بعد أن توقفت في شهر فبراير عندما بدأت إسرائيل وحركة حماس الحاكمة في غزة في التفاوض على وقف إطلاق نار طويل الأمد وتبادل أسرى.
وفي مقابلة مع التليفزيون الفلسطيني يوم السبت، أشار عضو الجهاد الإسلامي الفلسطيني البارز أحمد المدلل إلى أن الحركات المسلحة أعطت هذه الهجمات الضوء الأخضر، وقال إن البالونات أطلقها "الشباب الذين ينفسون عن عواطفهم ويستجيبون لحياتهم الصعبة في غزة والتي ليس لها أفق".
وكانت حدود غزة المضطربة عموما هادئة في الأشهر الأخيرة، بعد تصعيد كبير في فبراير، أطلق فيه الجهاد الإسلامي العشرات من الصواريخ على جنوب إسرائيل بعد أن قتل الجيش الإسرائيلي أحد أفراده بينما كان يزرع قنبلة على طول الحدود. ورد الجيش الإسرائيلي على الهجمات الصاروخية بسلسلة من الغارات الجوية على قواعد التنظيم في القطاع.
وخلال الأشهر الثلاثة والنصف الماضية، كانت إسرائيل تتفاوض على اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد مع حماس، التي سيطرت على الجهاد الإسلامي والحركات المسلحة الأخرى في القطاع طوال العملية، اضافة الى وقف المظاهرات العنيفة على طول حدود غزة.
لكن في الأيام الأخيرة، أشارت الحركات المسلحة في غزة إلى أنها ستستأنف العنف على مستوى منخفض على طول الحدود، بما في ذلك الاحتجاجات.
وقد اطلقت إسرائيل ثلاث عمليات كبيرة ضد الحركات المسلحة في قطاع غزة في السنوات الـ 12 الماضية، بالإضافة إلى العديد من المواجهات.