نشر بتاريخ: 2020-06-14
باختصار: كان يجب إسرائيلياً أن يتم فصل غزة:
14حزيران 2007
اليوم الذى ضحكت فيه "اسرائيل" وتورطت فيه حماس..
حتى هذة اللحظة نتجادل حيرانين فى تسمية فى الحدث .
انقلاب ام حسم .
والجميع يغفل عن الحقيقة المرة .
ان حماس وفتح هم اقل واضعف فى ذلك التاريخ من ان يكونوا الفاعل الحقيقى لذلك الحدث الاسود .
الحقيقة المرة هى ان حماس وفتح كانوا فى موقع المفعول به .
وان فتح وحماس ليسوا هم الدماغ الاساسى والمخطط الاستراتيجى الذى يقرر و يقف وراء الحدث .
فالمخطط اكبر منهما جميعا .
هذا لا يعنى تبرأة احد من المسؤولية كلٌ على قدر ما اقترفت يداه من الذنب والدم الحرام او من العجز والجهل والتقصير او اجتهاد خاطئ او فتوى فاسدة .
ولكن انما اردت التاكيد ان الصانع القوى للحدث هى اسرائيل .
وان ذلك اليوم كان هو اليوم الذى انتصرت فيه اسرائيل (كل اسرائيل) على الشعب الفلسطينى (كل الشعب الفلسطينى)
وان الذى حدث ليس حسما ولا انقلاب (وإن بدآ ظاهر الامر كذلك). وانما الذى حدث فى الحقيقة اسمه ( فصل) .
نعم هو فصل لغزة واخراجها من المعادلة السياسية والديموغرافية التى تقض مضاجع اسرائيل .
هذة هى الحقيقة المرة التى اكدتها الايام والسنين . وأكتدتها أصناف المعاناة المريرة التى واجهتها غزة على مدار 13 عام .
وان كل من حمل السلاح ليقتل اخاه انما كان يقدم خدمة عظيمة لاسرائيل لم تكن اسرائيل تحلم بها ابدا.
وان هذا الذى حدث لن يسمح ابدا بعودة الوحدة السياسية والجغرافية بين فلسطينيى غزة والضفة .
ليعلم كل من حمل السلاح او حرض على حمله . وان كل من شجع على خطاب الكراهية ولو بشق كلمة او استحل دم فلسطينى انه خدم اسرائيل اكثر من جيشها وجنودها .
حماس سواء ذهبت الى الحكم بنفسها او تم توريطها فقد وقعت فى خطأ لا يمكن علاجه .
فكيف تذهب حركة مقاومة الى سدة الحكم الذاتى وهذا الحكم كان قد تشكل بموجب اتفاقية سياسية مع اسرائيل . وكيف تضع حماس نفسها فى مكان المسؤولية لتوفير شروط الحياة لملايين المدنيين .
لقد كان السيد اسماعيل هنية يصحو من صدمة الحكم فى اليوم التالى لتشكيل حكومته العاشرة . ليقول لوزراءه الحمساويين مسموح لكم الجلوس مع نظرائكم الاسرائيليين .
ماذا كان يدور فى ذهنه ماذا سوف يقول الوزير الحمساوى للوزير الاسرائيلى .
هل سيقول له لقد جئناكم بالذبح ؟ واننا سنواصل قتلكم حتى ابادة دولتكم ؟ ام سيطلب منه السماح بدخول الوقود والطحين الى غزة؟
يا لها من فكرة ساذجة .
انا لا اعرف ولكن هذا هو بداية الوقوع فى الفخ .
لقد تجاهلت حماس نصيحة الكثير من المفكرين مثل عبد الله النفيسى الذى دعا الله برسوب حماس فى الانتخابات .
ولكن للاسف حماس بدلا من العودة خطوة الى الوراء بعد فشل كلام هنية ورفض اسرائل التفاوض مع الحمساويين حتى يعترفوا بالاتفاقية التى بموجبها جاءوا الى الحكم .
فقد هربت حماس الى الامام و من الدلف الى المزراب ومن الرمضاء الى النار عندما قررت الاستيلاء الكامل على غزة التى هى فى قبضة الاسرائيلى معابرها وبحرها وسماءها . فاصبحت غزة التى كان يتحكم فيها ١٦ الف جندى كحد ادنى اصبحت سجنا يدار بشكل كامل من قبل مجموعة من المجندات الاسرائيليات فى نقطة الارتباط بمنطقة إيرز ومكتب الشؤون المدنية فى حى الرمال بغزة.
حتى ان من يريد بناء منزله عليه ان يقدم لهؤلاء المجندات مخططات بيته واحداثياته من اجل الحصول على مواد البناء حسب خطة سيرى الشهيرة .
هذا هو جوهر ما حدث فى ١٤/٦/٢٠٠٧.
وفقا لتفكير اسرائيلى استراتيجى .
ارجو منكم ان تقرأو كتاب ( الدولة الفلسطينية وجهات نظر الصادر عن معهد جابى سنة ١٩٨٨)
والذى يقترح المفكرين الصهاينة انسحابا احادى الجانب من غزة لتهيأة حدوث الصدام بين بين منظمة التحرير وبين انصار الاتجاة الاسلامى لان حماس لم تكن قد قويت بعد حتى ذلك الوقت .
هل اتضحت الصورة ما هو الفرق بين يخطط وبين من يمشى على وجهه .
اما عن مصير المقاومة :
لمن يظن ان ذلك كان فى مصلحة المقاومة.
اعلموا ايها المساكين ان ١٤/٦/٢٠٠٧ كان هو الضربة القاضية للمقاومة لان الجمع بين الحكم والمقاومة نظرية سقطت وفشلت وكان اخر ابطالها الذين سقطوا هو ياسر عرفات .
وليعلم الجميع ان ما يسمى بالتفاهمات ليست توقف المقاومة من غزة فقط بل وعدم ممارستها فى باقى فلسطين .
هذا هو معنى ١٤/٦/٢٠٠٧ بالنسبة لمصير المقاومة وما سوا ذلك هو ذرٌ للرماد فى العيون .
اكتفى بهذة القراءة من سفر الفجيعة وكل ١٤/٦ ونحن وانتم لسنا بخير