Facebook RSS
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ رسالتنا ارسل مقالاً اتصل بنا

الاحتلال ورفض القرارات الدولية منطق اغتصاب

ضربت سلطات الإحتلال الإسرائيلي بعرض الحائط بكل القوانين والمعاهدات والقرارات الدولية منذ النشأة والتأسيس للكيان الصهيوني كدولة فوق القانون على الأراضي الفلسطينية في عام1948م ، فلم تتقيد بأي من قواعد وقرارات الشرعية الدولية التي منحتها شرعية باطلة ومطعون فيها من وعد بلفور وما تبعه من اتفاقات السلام الدولية التي وزعت تركة الدولة العثمانية وجعلت من فلسطين ضحية لها ، الى القرارين 181 و 194لسنتي 47و48 وما تبع من عدوان على باقي الاراضي الفلسطينية واحتلالها في العام 1967م ، وماصدر من قرارت بعدها لم ينفذ منها شيء لغاية الآن ، وبدلا من ذلك جرى فرض سياسة الأمر الواقع على الأرض والسكان مستندة الى منطق القوة والجبروت وفرض القوانين العسكرية التي ورثها الكيان الغاصب عن دولة الإستعمار الأولى بريطانيا ، التي مكنت له كل عناصر النشأة والقوة و الإغتصاب والوجود ، والتي تعتبره إنجازا تاريخيا واخلاقيا وقانونيا تتفاخر به وتحتفي بذكرى إنشائه دون خجل او تأنيب ضمير
د.عبدالرحيم جاموس

العرب إلى أين؟.. هل من «طريق ثالث» يسلكه العرب؟ كما يكتب حسن إسميك

نشر بتاريخ: 2020-06-14
قبل قرن من الآن كانت الشعوب العربية تأمل وتطمح إلى (بعد أن تتخلص من مرحلة الاستعمار) تشييد كيان سياسى أو اتحاد يجمعهم، ولكن وبعد رحيل المستعمرين لم تتحقق أمانيهم تلك؛ حيث لعبت عدة عوامل- لا مجال لذكرها هنا- فى إجهاض هذا الحلم، وتوافقوا على تحقيق الحد الأدنى من المشروع الوحدوى، من خلال إنشاء جامعة الدول العربية، كمظلة تجمعهم على شكل اتحاد كونفيدرالى؛ بحيث تحتفظ كل دولة باستقلالها الوطنى وسيادتها الوطنية، على أن تنسق فيما بينها فى السياسة الخارجية والاقتصاد والدفاع... إلخ.


هكذا تمَخَّضَ النضال العربى فولد جامعة الدول العربية على صورتها التى هى عليها الآن؛ فوضعها الحالى لا يسرّ عدواً ولا صديقاً، بسبب التباينات بين بعض دولها حول مواضيع كثيرة تعكس عمق الانقسام والتشظى فى العقل الجمعى للعرب، بحيث يكاد يصدق علينا ما قاله المفكر السعودى الراحل عبدالله القصيمى حين وصف العرب بأنهم «ظاهرة صوتية»!

لقد أدى تردد العرب وافتقارهم لروح المبادرة الفعالة والسريعة فى حل الأزمات العربية إلى إتاحة الفرصة لبعض القوى الإقليمية، كإيران وتركيا، فى أن تتدخل فى ملفات عربية، كان يجب أن تعالج عربيًّا وبحكمة وعقلانية، لو تمت لساهمت فى معالجة المشكلات، التى انفجرت فى بعض الدول العربية التى تعانى من اضطرابات وتدخلات خارجية مثل سوريا، على سبيل المثال لا الحصر؛ وهو ما عبر عنه بدقة سفير دولة الإمارات العربية فى واشنطن يوسف العتيبة- فى مقابلة مع صحيفة «المونيتور» الأمريكية- بقوله: «هناك شعور من عدم الرضا لأن اللاعبين المقررين لمصير سورية أغلبهم غير عرب، وبأن هناك مطلبًا لأن يلعب العرب دوراً فى مستقبل سورية».

كذلك هى باقى مشاكلنا العربية نجعلها تتفاقم فيما بيننا حتى ينفذ من خلال شقوقها كل طامع وطامح فى السيطرة علينا وعلى خيراتنا. ويبدو لى- كما أشرت فى مقالات سابقة- أننا كعرب أسرى لعدة سجون منها سجن الذات والتاريخ، بحيث إننا لا نريد الفكاك من ذلك!؛ صحيح أن هناك خلافات بين الدول والشعوب الأخرى لا تعد ولا تحصى، إلا أنهم لا ييأسوا من البحث عن سبل الحل والمبادرات السياسية الخلاقة من خلال تسويات تاريخية تغلق دفاتر التاريخ والماضى وتتجاوزه إلى آفاق المستقبل، والمصالح المشتركة.

لقد آن لنا كعرب؛ شعوبًا، ودولًا، ومؤسسات أن نعى خطورة التشرذم الذى لم ولن يخدم إلا من هو طامع فينا؛ فما زالت قضايانا كالجرح المفتوح على سعته، وهى بحاجة إلى معالجات سريعة ومواقف جريئة لعلها تساهم فى تضميد جراح بعض دولنا التى ما زالت تنزف، وتسد باب التدخلات الإقليمية والدولية فى شؤوننا. وهذا لا يحتاج- فى الوقت الحاضر على الأقل- إلى تعديلات فى ميثاق جامعة الدول العربية ومواثيقها بقدر ما يحتاج إلى التقاط اللحظة التاريخية التى نعيشها «لإنقاذ ما يمكن إنقاذه». لأن سياسة الانزواء والانعزال وترك الميدان لغيرنا سيفاقم الأمور ويزج ببعض أوطاننا العربية فى أحضان بعض دول الإقليم؛ التى تريد عودة أمجادها الإمبراطورية السابقة، وأعنى هنا إيران وتركيا اللتين استغلتا الواقع العربى المأزوم فى وضع موطئ قدم لهما فى بعض دوله، وكل ذلك يحدث دون رد فعل سياسى عربى كابح لتدخلات هاتين الدولتين.

وسؤالى هنا بعد كل هذا الذى جرى ويجرى: هل يمكن للعرب أن يسلكوا طريقا ثالثا؟

أحسب أن الأمة التى تستسيغ تكرار أخطائها (التاريخ يعيد نفسه!) هى فى طريقها إلى غياهب المجهول؛ فالعالم من حولنا تغير ويتغير إلا نحن كأن سنة التغيير لا تجرى علينا أو لا تشملنا!، لقد سقطت إمبراطوريات قديمة وحديثة ودول عظمى وظهرت أخرى، واستفاقت شعوب ونهضت من بين ركام الدمار فى سنين معدودة، فما بال شعوبنا مصرّة على النكسة تلو النكسة والصعود نحو الهاوية؟

إن انتهاج استراتجية تسوية الخلافات التاريخية وسلوك طريق ثالث سواء بين العرب أنفسهم، أو بين العرب والأطراف الإقليمية بما فيها إسرائيل، من شأنه أن يخرج منطقتنا العربية من وضعها البائس، ومن دائرة الخيارات الضيقة (الأبيض والأسود) إلى أفق أرحب ومفتوح. أما التمترس خلف خيارات وممارسات ثأرية تكتيكية على حساب الأمن القومى والاستراتيجى لمنطقتنا، فإنه سيجعل العرب كالريشة فى مهبِّ الرِّيح.

وعليه، نحن العرب بحاجة ماسة إلى اتخاذ خطوات فعالة وجريئة تعالج مختلف الملفات فى منطقتنا العربية، على قاعدة أن السياسة هى «فن إدارة المصالح»، ولا ضير فى أن تختلف وجهات نظرنا حول قضية ما ولكن المأمول هو أن نتجاوز سياسة «دفن الرأس فى الرمال»؛ لأن الكوارث بكافة أشكالها لا تعرف حدوداً ولا حواجز، وما جائحة كورونا عنا ببعيد، فهل يسلك العرب طريقاً جديداً فى إدارة خلافاتهم بحيث يتمكنون من «تدوير الزوايا الحادة»، والابتعاد عن خيار اللعبة الصفريّة؟.
Developed by