مقدمة: -
الحمد لله رب العالمين الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، والصلاة والسلام على من أدبه ربه فأحسن تأديبه فكان على خلق عظيم وكان خلقه القراّن وكان الأسوة الحسنة لمن أراد طريق الهداية.
فقد خلق الله الإنسان مختلفاً عن سائر المخلوقات العلوية والسفلية فمنحه العقل والإرادة وأناط بها التكليف وجعله خليفة في الأرض وزوده بطاقات هائلة من الإمكانيات الإبداعية ونزعات الخير والشر ولكل فرد عالمه الخاص
ولهذا كانت التربية مهمة شاقة حتى قال أبو حيان التوحيدي (القتل أخف من التربية) وقد أرسل الله الرسل وأنزل الكتب ليبين للناس طريق الخير وطريق الشر ويهديهم ويصلح نفوسهم ويربيهم على التقوى.
والله تعالى لا يأمرنا إلا بما هو ممكن ولكن عندما تحدث عن النفس قال: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها).
(ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) وعلى الرغم مما توصل إليه الإنسان في علم الذرة والفضاء إلا أنه عجز أن يدخل أعماق النفس الإنسانية بالقدر الكافي ليعرف محتوياتها قال تعالى: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)
القضية التي شغلت أذهان المشتغلين بعلم الإنسان منذ أقدم العصور وهي قضية الثواب والعقاب في التربية ويأتي الحديث في هذه القضية في الوقت الذي تجد فيه رأيين متعارضين، رأي يؤيد العقاب في التربية وأخر يعارضه.
إن مشكلة العقوبة في المدارس وضرب الأبناء محل نزاع هل يسمح بضرب الطلاب في المدارس أم يمنع ونهتدي في ذلك بقوله تعالى: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما) فلم تكف هذه المنافع لإباحتهما بل حرما بسبب الإثم الكبير الذي فيهما.
ويرى المعارضون أن العقاب في التربية مرفوض مستندين في ذلك بقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: ((ولن يضرب خياركم)) هذا الحديث الشريف خير دليل على أن الثواب خير من العقاب، ويستدل بعضهم بتوجيهه صلى الله عليه وسلم: للآباء أن يأمروا أولادهم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ويضربوهم عليها إذا بلغوا العاشرة على إقرار الضرب في المدارس.
ولكن هذا لا يكفي كدليل لان الصلاة ركن أساسي من أركان الإسلام فلو ضرب الوالد ولده بعد أمره بالصلاة ثلاث سنين ولم يستجيب فإنه يستحق الضرب أما إذا تكلم الطالب في الصف مع زميله فهل يستحق الضرب ؟؟؟؟.
ولكن أصحاب الرأي الذي ينادي بالعقاب يقولون: إن منع الضرب يزيل الهيبة من نفوس التلاميذ ولكن من قال إننا نريد التلاميذ أن يهابوا المعلم؟ هل هم في سجن أم معتقل ؟؟؟؟ نحن نريد الاحترام القائم على المحبة لا الخوف من العصا.
أن ضرب الطفل سياسة انهزامية لأنه يجعل من الطفل يخاف من ضاربه ويكرهه ويعلم الطفل الطاعة العمياء بدلاً من المناقشة والفهم والإقناع وقد وجد أن الضرب في بعض الأحيان يزيد الطفل عناداً وبذلك يثبت السلوك الذي نسعى إلى تغيره.
كما أن الجو المشحون بالانفعال والتوتر يؤدي إلى الاضطراب النفسي مما يكون سبباً لمعانات فردية في المستقبل يقول ابن خلدون: (إن الشدة على المتعلمين مضرة بهم)
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه).
من هنا كان من الضروري الرفق بالطالب الذي نظن لديه تقصيراً في الفهم والتحصيل وخاصة نحن في عصر كثرت فيه المغريات وتنوعت أسباب الترفيه والتسلية وأصبحت الدعاية والإعلان فناً من فنون الإقناع والتوجيه النفسي والاجتماعي
كل ذلك أدى إلى انصراف الطلاب عن الكد ولا تخلو المدارس من وجود نماذج من المعلمين المربين الأفاضل الذين يغلبّون الترغيب على الترهيب فيحققون بثناء جميل صادق ما لا يحققه سواهم بالعصا والعبوس.
ونلاحظ من أقوال علماء التربية المسلمين قد اهتموا بمسألة الثواب في التعليم وأنه ذو أثر في التعليم والمتعلم وأن الشكر والمدح والثناء تدفع التلاميذ إلى مزيد من الاستجابات المطلوبة وإلى تحقيق التحصيل والنجاح
وأن الرفق وحسن المعاملة والمحبة المتبادلة بين الأستاذ وتلميذه والتسامح مراعاة حق الصحبة في ضوء الحديث الشريف: (لينوا لمن تعلمون ولمن تتعلمون منه)
ويرى ابن جماعة الشافعي (أن العلاقة المتبادلة بين المعلم وتلاميذه القائمة على الاحترام والمحبة فإذا أحب التلميذ معلمه يسلك في السمت والهدى مسلكه ويراعي في العلم والدين عادته ولا يدع الاقتداء به)
وعلى المعلم كذلك أن يحب تلميذه ويفرح بتعليمه ويدلل ابن جماعة على أن أنجح المعلمين هم أشدهم حباً لتلاميذهم وأكثرهم رعاية لهم ويتحدث عن الرفق بالتلاميذ واللين في معاملتهم والرحمة بهم والشفقة عليهم كما أولى ابن جماعة الإثابة اهتماماً كبيراً فطلب من المعلمين أن يثيبوا طلابهم إذا كانوا يستحقون الإثابة أو المكافأة
فإن الإثابة تبعث الطلاب على الاجتهاد والرغبة في التحصيل سعياً للحصول على تقدير المعلم ورضائه.
ولا يكفي أن يوجد المدرس المتمكن من المادة المتقن لطرائق التدريس بل لا بد من أن يكون قادراً على التعامل مع التلاميذ والدخول إلى نفسيا تهم وأن يبعث في دروسه الحيوية والعطاء وأن يكون حب العمل وحب المجتمع وحب التلاميذ وحب الخير موجهاً لعمل المدرس
ويرى ما سلو (أن الذين لا يحصلون على الحب لن يكون بمقدورهم إعطاء الحب للآخرين عندما يصبحون أشخاصاً بالغين)
ذلك لأن الحب ضروري للحياة مثله مثل الطعام والشراب قال جان جاك روسو (ليس في وسعنا أن نعلم إنساناً المحبة كما نعلمه القراءة والكتابة نعلمه إياها بالمعاملة الطيبة والقدوة الحسنة)
وما المشكلات التي تعترض الطلاب في المدرسة إلا نوعاً من فقدان العلاقات الإنسانية وتحول البيئة المدرسية إلى بيئة صراع وعداء وكراهية.
وفي الختام علينا نحن المعلمون والمربون أن نكون قادرين على حمل هذه الأمانة التي أردنا أن نحملها بصبر وأناة وعلينا أن نوصل هذه الرسالة بحب وإخلاص وأن نحسن لمن نعلم، لأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها وأحسن الشاعر حين قال: وأحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم لطالما استعبد الإحسان إنسان
وأرى أن كلٍ من الفريقين كان على حق في بعض ما يقول وأخالفه في بعضها الأخر لأن طلب العلم فريضة كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة)
من هنا ينبغي ألا نقصر في طلبه فلو كان عند المتعلم إهمال أو تقصير علينا أن نعالج هذا التقصير ونقوم سلوك الأبناء بالطرق المحببة والمشجعة للمتعلم وأن يكون العلاج بالرفق واللين اقتداءً بأمر الله تعالى: (وأدع على سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)
ولكن عند ما تعجز كل الوسائل التي اتبعها المعلم في تقويم سلوك المتعلم يلجأ إلى العقاب كنوع من التأديب وتقويم السلوك لا غاية في حد ذاته ولا انتقاماً لشخص المعلم
كما قال معاوية رضي الله عنه: (لا أستعمل سوطي ما دام ينفعني صوتي ولا أستعمل صوتي ما دام ينفعني صمتي).
ولا أعني بالعقاب الضرب لأن العقاب أشكال عديدة قد يكون أخرها الضرب غير المؤلم أو كما قيل أخر العلاج الكي طاقات الشباب كنوز مدفونة تحتاج إلى من يفتش عنها ومن ثم يستخرجها وينميها.
. بل ويدفعها إلى الأمام أو يفجرها. وعندما أقول (يدفعها إلى الأمام) فإني أعني أنه قد تكون بعض طاقات الشاب عالية مما قد تفوق قدرات المربي في نفس الجوانب.
وهذا يعني أن المربي لا يقف أمام طاقات المتربي مثبطا إياها، بل يدفعها ويبحث عن الوسائل لتنميتها ويمكن أن تكون قدوة عملية في ذلك الجانب في الوسط التربوي. وهذا لا يعني إلغاء دور المربي.
بل ينبغي أن يكون المربي مطورا لنفسه في جميع الجوانب وإذا تفوق فرد من المتربين عليه في جانب كانت الجوانب الأخرى لدى المربي كفيلة بتطوير ذلك المميز.
عشر وسائل لاستكشاف طاقات الشباب والمتربين:
1-الحرص الذاتي من المربي. وإذا لم يكن هناك حرص ذاتي من قبل المربي فإنه لا مجال لاستكشاف طاقات المتربين من خلال البيئة التربوية.
2-حسن الرقابة. فالمربي يلاحظ تصرفات المتربي خلال الأحداث ثم يحلل شخصية ذلك المتربي وطاقاته.
وهذه الملاحظة لا تصل إلى حالة من الرقابة والتصنت ما يجعل هناك ردود فعل شخصية من المتربي.
3-استثمار التغير في البيئة والأحداث. فالتعرف على تصرفات وردود أفعال المتربي خلال بعض المتغيرات في البيئة وبعض الأحداث الطارئة يمكِّن للمربي التعرف على قدراته.
4-توفير البيئة الملائمة فمن أراد أن يستكشف خلق المتربي يضعه مع بعض زملائه وأقرانه في بيئة تربوية
وإلا فلا يمكن التعرف على أخلاقه فردا، ومن أراد أن يستكشف قدراته على القيادة فليدع المجال في بعض الأعمال الجماعية لبعض المتربين للقيام بها ومن أراد استكشاف القدرات الخطابية فينبغي أن يوفر بيئة خطابية في الوسط من مسابقة خطابية أو فسح مجال لتقديم كلمات مختصرة بعد الصلاة ... وهكذا ينبغي توفير البيئة الملائمة لاستكشاف الطاقات.
5-الاستفادة من قدرات الآخرين في الاستكشاف. فلا شك أن الوسط الاجتماعي يحتاج إلى الاحتكاك بالآخرين من المربين وبعض طلبة العلم وبعض أئمة المساجد وأولياء الأمور وغيرهم في داخل النشاط أو خارجه.
ومن خلال هذه الفئات يمكن التعرف على بعض طاقات المتربين، خاصة إذا كان من هؤلاء من يتميز بالفراسة ودقة الملاحظة.
6-إثارة المنافسة. والمنافسة وسيلة من وسائل تفجير الطاقات واكتشاف المواهب وظهور القدرات.
7-السفر. وقالوا (ما سمي سفرا إلا لأنه يسفر عن أخلاق الرجال) وكلما زادت صعوبات السفر وتكاليفه العملية والفكرية كان ذلك أدعى للتعرف على سلوك المتربين وأخلاقهم.
8-التكليف بالمهام. ومن الوسائل لاستكشاف الطاقات التكليف بمهمات مناسبة لقدرات المتربي، فمن خلال النظر في نتائج هذه التكاليف ترى منهم المبدع ومنهم الذي يقوم بالمهمة بكمالها ومنهم المقصر ومنهم المراوغ. وهكذا.
فيمكن النظر في النتائج والأساليب التي استخدمها المتربي لإنجاز المهمات.
9-النظر في واقع المتربي ومجتمعه. فبالنظر والتعرف على حياته الاجتماعية في منزله وفي مدرسته (أو في عمله) يمكن التعرف على بعض الجانب الشخصية لطاقات المتربي.
10-الاستفادة من نظرة الأقران. فبعض الأقران قد يرى ويروي من الأحداث أو ينقل من أمور زملائهم المتربين (مما لا نقد فيه) وبعض هذا لا يمكن استكشافه من قبل المربي أما لبعده أو لانزواء المتربي في حضرة المربي.
ومما ينبغي الحذر منه قضايا الغيرة والحسد بين الأقران وأنه ينبغي الحذر من نقد بعضهم لبعض (وهذا ما يسمى بالتعليم عن طريق الاقران)
أسرار البكاء العاطفي وأنواع الدموع
حالة يتميز بها البشر دون سائر المخلوقات وهو لا يرتبط بالأتراح فقط واما بالأفراح أيضا، ولكن ما هي حقيقة تأثير البكاء على الصحة؟ وهل هو ضار أم نافع؟
تشير الدراسات الأخيرة أن البكاء يزيد الأمر سوءاً لأنه يسبب الصداع، أن الدموع التي تنهمر من العين تقود إلى الإصابة بالشقيقة (الصداع النصفي) ذلك لأن الدماغ يتفاعل مع الخلل في توازنات الجسم، أنه من المحتمل أن يكون هناك علاقة بين آلام الشقيقة والشعور بالحزن. أن البكاء مفيد.
فقد تبين أن 85% من النساء و73% من الرجال الذين شملتهم الدراسة شعروا بالارتياح بعد البكاء. "على ما يبدو فإن البكاء يخفف من حدة الضغط النفسي وهذا مفيد للصحة سيما أننا نطلق على العديد من الأمراض تسمية "الاضطرابات النفسية".
أن الدموع تخلص الجسم من المواد الكيماوية المتعلقة بالضغط النفسي، ولدى دراسة التركيب الكيمائي للدمع العاطفي والدمع التحسسي (الذي تثيره الغبار مثلاً) أن الدمع العاطفي يحتوي على كمية كبيرة من هرموني "البرولاكين" و "آي سي تي أتشن" اللذين يتواجدان في الدم في حال التعرض للضغط،
وعليه فإن البكاء يخلص الجسم من تلك المواد. وأوضح هذا الاكتشاف سبب بكاء النساء بنسبة تفوق بكاء الرجال بخمسة أضعاف، فالبرولاكين يتواجد لدى النساء بكميات أكبر مقارنة بالكمية لدى الرجال لأنه الهرمون المسئول عن إفراز الحليب.
أن الحزن المسئول عن أكثر من نصف كمية الدمع التي يذرفها البشر في حين أن الفرح مسئول عن 20% من الدمع،
أما الغضب فيأتي في المرتبة الثالثة.
أن البكاء مفيد، وخلص روت خلال التجارب والحالات التي صادفها خلال الخمسة عشر عاماً الماضية إلى أن عدم القدرة على البكاء كان السبب وراء العديد من الأمراض التي كان يحاول علاجها خصوصاً أن تقاليد التنشئة تحث الرجال على كبح الرغبة في البكاء.
"لسبب ما قرر المجتمع التعبير عن المشاعر بهذه الطريقة عير الصحية في حين أن التعبير عن العواطف أفضل بكثير من كبتها".
ومن أبرز أنواع الدموع التي تسيل من العين: -
الدموع المطرية، وهي تحافظ على رطوبة العين وصحتها، فهي تساعد العين على التحرك بسهولة في التجويف، ككمنا أنها تحتوي على أملاح وأنزيمات تقتل الكائنات الدقيقة. - الدموع التحسسية: تحتوي على مواد الدموع المطرية ذاتها،
وهنا تزيد الغدد الدمعية من إفراز الدموع لحماية العينين من الأوساخ والملوثات وأشياء مثل أبخرة البصل.
- جموع العواطف:
وهي تنهمر مرد فعل على أحداث عاطفية، وتحتوي هذه الدموع على هرمونات وبروتينات والأندروفين وهي عبارة عن مسكن ألم طبيعي، وتساعد هذه المواد على طرد المواد السامة من الجسم لتخفيف حدة الضغط النفسي.
أثناء البكاء تزداد كمية الدمع المنهمر بمقدار يفوق المعدل الطبيعي بخمسين إلى مائة ضعف في الدقيقة وتسكب العين وسطياً 5 ملليمترات من الدمع يومياً،
وجدير بالذكر أن فتح وإغماض العين بشكل لاإرادي بمعدل 20 مرة في الدقيقة هي الحركة التي تحافظ على مرونة العينين.
ومن جانب آخر عندما قام العلماء بتحليل الدموع وجدوا أنها تحتوي على 25% من البروتين وجزء من المعادن خاصة المغنيسيوم
وهي مواد سامة يتخلص منها الإنسان عند البكاء كما تبين في أحد البحوث للدكتور وليم فراى بإنجلترا عن الدموع أن المرأة تبكي 65 مرة في العام بينما يبكي الرجل 15 مرة
ولكنهما أي الرجل والمرأة يبكيان في وقت واحد عند الخروج من رحم الأم ويربت عليهما الطبيب ليدفعهما إلى البكاء سواء أرادا أو لا،
فما سر البكاء والدموع؟
قبل الحديث عن الدموع يجب أن نصف العين وهي من نعم الله سبحانه وتعالى علينا لكي نبصر ونرى عجائب الخالق وهي إحدى الحواس الخمس للإنسان
وقد حفظت العين في تجويف عظمى داخل جمجمة الرأس لتحيط بها وسادة دهنية تحميها وتحافظ عليها من الصدمات الخارجية
ويحافظ على العين من الخارج جفنان كل منهما مزود بمجموعة من الأهداب"الرموش"وتتحرك العين في كل الزوايا بواسطة ست عضلات،
والظاهر لنا في العين هو القزحية وهو ما يميز لون العين وتوجد في وسطها الحدقة وهي التي تساعد على ضبط كمية الضوء الداخل إلى العين
ومصدر الشبكية والخلايا تساعد على ضبط كمية الضوء الداخل إلى العين ومصدر الشبكية والخلايا العصبية التي ترسل الصور إلى المخ فنراها صورا وأشكالا مختلفة ويحيط بالقزحية منطقة بيضاء يطلق عليها الصلبة مغطاة بطبقة رقيقة شفافة من الملتحمة
وتقع خلف الجفون العلوية الغدة الدمعية ومجموعة من الغدد الثانوية لإفراز الدموع والسائل الدمعي.
فوائد الدموع عديدة فهي تساعد على مرونة حركة الجفون العلوية والسفلية كما تساعد أيضا على حمايتها كأداة لتطهيرها بصورة مستمرة وحمايتها من الإصابة بالجفاف، كما تساعد على طرد أي مواد مهيجة للعين مثل الفلفل والشطة والدخان أو مواد صلبه كالأتربة
وتقوم عن طريق الغدة الدمعية بإدرار الدموع وطرد هذه الأجسام الغريبة لتعود إلى شفافيتها وتنظيفها كما تقوم الدموع على شفافية القرنية وحمايتها عن الجفاف وهي من العوامل التي تساعد على وضوح الرؤية وقوة ودقة الأبصار
أن الجهاز الدمعي يتشكل من غدة أساسية ومجموعة أخرى من الغدد الثانوية لإفراز الدموع المبللة لسطح العين وكيس دمعي لتصريف الدموع الزائدة وتتكامل وظيفة الجهاز الدمعي بفرز طبقة دمعية مع الملتحمة أعلى التجويف العظمى للعين
ويتم التخلص من الدموع الزائدة عن طريق فتحة تصريف القنوات الدمعية الموجودة على جانبي الجفن العلوي والسفلي.
وإذا كان البكاء هو أحد الوسائل للتعبير عن الانفعالات والضغوط النفسية والعصبية. فهل يعد بديلا عن العقاقير المهدئة للتخفيف والترويح عن الإنسان؟
نحن لا يمكننا التسليم المطلق بأن البكاء يعتبر نوعا من أنواع العقاقير أو بديلا عنها وذلك لأن تعاطي العقاقير النفسية يكون عادة له شروطه المرضية الخاصة بكل نوع من أنواع تلك العقاقير
وقد تكون للبكاء فوائد كثيرة على سبيل المثال قد يحمى من الإصابة بالأمراض النفسية فالشخصية التي تفرغ شحنات الانفعال أولا بأول قد لا تصاب بمرض مثل الشخصية الأخرى التي تكبت انفعالاتها ولا تعبر عنها بالبكاء،
أما بكاء الفرح الذي يعبر عن انفعالات السرور والبهجة وهو ظاهرة صحية تساعد على الراحة النفسية كذلك فالبكاء عند بعض حالات الأمراض النفسية
أو في -مراحل معينة-من علاج تلك الأمراض قد تكون له دلالة علاجية جيدة لدى هؤلاء المرضى ومنها الحالات النفسية المصاحبة بأعراض تحويلية مثل الإصابة بعدم القدرة على الكلام أو المشي بعد التعرض لضغوط نفسية شديدة
أو إنسان يبكي دون أسباب ظاهرة وهي في حالات الاكتئاب النفسي أو حالات الحزن الشديد وبدون أن يكون لفقدان هذه القدرة تفسير عضوي وغالبا عن علاج تلك الحالات
ويبدأ المريض استرداد قدرته على المشي أو الكلام عادة ما تظهر آلامه الداخلية في صورة أكثر صراحة ويبكي وتعتبر هذه الدموع التي يذرفها المريض دموعاً مرضية.
من جانب آخر قد يكون البكاء غير مرغوب فيه علاجيا عند بعض الحالات حيث يمكن أن يكون وسيلة يتخذها المريض ليقضى بها على أي محاولة لتخطى المرحلة المرضية أو الوصول إلى الاستشفاء أو قد يكون المريض رافضا -لا شعوريا-لها.
ظلم الاطفال
من أخطر الازمات التي تعصف بواقعنا هذه الايام، هو بروز ظاهرة عمل الاطفال وتدني المستوى المعاشي للأسرة
، وكلا الامرين ينعطف بصورة سلبية على مستوى السلوك الاجتماعي لا طفالنا الاعزاء، وكذلك يولد حالة من الاحتقان او الاضطراب الفكري لديهم وعدم الاستقرار في تبني قراءة او ثقافة معينة، ضمن أجواء تلك الثقافات المتداخلة فيما بينها.
ومما يوفر فرصة أكيدة امام انهزام السلوك المنضبط والطبيعي الى بوابة الفوضى الاخلاقية والكسب الغير مشروع.
لذا فان نمو ظاهرة عمل الاطفال دون السن القانوني مؤشر خطر وملفت للنظر من خلال ما يتعرضون له في أماكن لا يصدق تواجدهم فيها كمحال تصليح السيارات او في محال تبديل الدهون او العمل في صباغة الاحذية
وكذلك حالة العبث في تلال النفايات لعلهم يجدون ضالتهم من علب البيبسي الفارغة لبيعها. انها بالتأكيد عناوين صارخة أو كوارث لا يمكن تجاهلها حيث انها تنبأ بجيل جديد يؤمن بأفة القتل والارهاب كعنوان ثابت او سمة مميزة في أثبات الذات أو امتلاك ناصية الما. ولتسليط الضوء على هذا الجانب وسبر أغوار الحقيقة
يجب ان ندرك بأننا كمن يدخل حقل الغام عليه ان يتوخى الحيطة والحذر اين يضع قدمه. لان هذه الازمة ليست ككل الازمات لأنها تصب في شريان هذه الامة وجيلها الجديد؟
لذا ارتأت (شبكة النبأ المعلوماتية) ان تلتقي بعدد من العوائل للبحث عن العوامل والاسباب التي تساهم في تقويض هذه الظاهرة او منعها من الانتشار.
في حي الغدير وامام محل لتبديل الدهون يعمل الطفل حسن بسنواته التي لم تصل الى الثامنة من العمر
وقد تلطخت اثوابه بالزيت ورائحة البانزين المحترق، سألته منذ متى وانت تعمل هنا؟ حيث أجاب اعمل منذ فترة هنا مع أبي كي اتعلم مهنه،
والمدرسة قلت له، أجابني المدرسة لا تعطي خبزا، اما والده فقد أجاب عن عمل طفله الصغير،
أعلمه مهنه وهو صغير حتى يصبح اسطه عندما يكبر. وفي أثناء تجوالنا في مدينة كربلاء شدنا منظر أخر الا وهو مشهد اطفال النفايات،
اولئك الاطفال الذين يحملون على ظهورهم أكياس مختلفة الاحجام كي يتسنى لهم حمل أكثر كمية ممكنة من الازبال والنفايات، ولا أعنى بعبارة الازبال الاوراق وما شاكل بل هي تتضمن عملية البحث عن المواد البلاستيكية المستعملة وكذلك البحث عن قناني البيبسي الفارغة، وهكذا دولايك يستمر العمل منذ الصباح الباكر الى ساعة متأخرة من النهار،
وفي هذه الاثناء سألت أحدهم فقال: اجمع العلب الفارغة لبيعها بالكيلو اما بالنسبة للمواد البلاستكية فهي الاخرى تباع بالكيلو على معامل البلاستيك، ومن خلال هذا العمل يتحقق شيئان والكلام لحد الان لاحد الصبية الاول ان أعيل عائلتي
والثاني التعلم على العمل وعدم الاتكال على الاخرين، اما ما يخص الدراسة فبالتأكيد هي امنيت كل أنسان ولكن هناك ثمة ضرورة هي التي دفعتني الى ترك المدرسة.
ولم ينتهي بنا الامر عند هذا الحد بل طالعتنا صور أخرى لأطفال صغار وهم يعاضدون عربات الدفع حيث يهمون بنقل بضائع المتبضعين من الاسواق رغم غضاضة اجسادهم النحيلة وهم يتسابقون من اجل الفوز بالأجرة.
ومن ثم انتقلنا الى الحي الصناعي في كربلاء لنشاهد منظر اخر يشجي القلوب والعيون واولئك الصبية الذين تسمره بشرتهم من حر الشمس وهم يعملون في محال الغسل والتشحيم وليس بعيدا عن هذا المكان طالعنا اطفال اخرين وهم يعملون في محال لتبديل الاطارات.
ومن ثم اتجهنا صوب منطقة ما بين الحرمين الشريفين لنرى أحد الاطفال وهو يبيع بدلات للأطفال
حيث بادرناه بالسؤال منذ متى وانت تعمل، فأجاب إني اعمل منذ ساعات الصباح الباكرة الى ساعة متأخرة من الليل كي يتسنى لي بيع أكبر عدد ممكن من البدلات
وذلك لعائلتي المكونة من ثلاث بنات ووالدتي علما بان ابي قد استشهد في احدى العملية الإرهابية وانا مهجر من منطقة الدورة، لذا يجب على الرجل ويعني نفسه ان يتحمل الصعاب من اجل الحفاظ على عائلته وشرفه،
ولا أخفيك فأني قد أختنقة بعبرتي من هذا الكلام الذي لا تطيق تحمله الجبال فكيف بتلك الاجساد الخاوية وقد ودعت احمد وقد تسمره فوق حدقات العيون قطرات كالجمر لما يتسنى لي الاحتفاظ بها الا من فرط خجلي امام هذا الجبل العنيد الا وهو احمد
الحلقة الاولى: د.عادل عامر