إن قوة اللغة ومدي انتشارها وأعداد الكُتب المكتوبة بها ونوعيتها، كلها مقاييس لمدي عَظمة الأمم التي تتحدث بهذه اللغة. وكلما أساء أصحاب هذه اللغة استخدامها، وفقدوا القدرة علي نطقها وكتابتها بالصورة السليمة، وعلي استخدامها كأداة لتوصيل العلوم والفنون والمشاعر الإنسانية، كلما كانوا أكثر تراجعاً وتخلفاً واضمحلالاً.
في مقدمة إذاعة مدرسية عن اللغة العربية نؤكد علي أن هذه اللغة شهدت عصوراً من الازدهار والانتشار وتمكنت من الصمود لآلاف السنين، وهناك أعداداً لا مُتناهية من الكُتب في مختلف المجلات التي كتبت باللغة العربية أو ترجمت إليها وكانت دائماً رحبة وبليغة بما فيه الكفاية لاحتواء كافة العلوم والفنون.
إن تاريخ اللغة العربية حافلاً بالكتاب والشعراء والعلماء العظام قديماً وحديثاً، ومن هؤلاء ابن سينا والفارابي والخواريزمي إضافةً إلي الأدباء الكِبار أمثال نجيب محفوظ وعباس محمود العقاد وطه حسين، والذين أثروا المكتبة العربية بكل ما هو عظيم وراقي.
لقد اختار الله (جل وعلا) لنا أن يكون الوحي منزلاً باللغة العربية بلسان عربي مُبين علي نبي عربي، وذَكر ذلك في العديد من آيات الذكر الحكيم ومنها:
قال الله (تعالي): "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ".
وقال (تعالي): "قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ".
كما قال (جل وعلا): "وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَي وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ".
وقال (تعالي): "نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ* عَلَي قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ".
كان الرسول (صلي الله عليه وسلم) من أفصح الناس لساناً، وكان يبين أهمية اللغة العربية في أحاديثه الشريفة، ومنها:
قال (صلي الله عليه وسلم) عن نفسه: "وأوتيت جوامع الكلم".
كما قال( عليه صلوات ربي وسلامه): "أنا أفصح العرب بيد أني من قريش واسترضعت في بني سعد".
ويقول القاضي عياض في وصف رسول الله (صلي الله عليه وسلم):
"وأما فصاحة اللسان وبلاغة القول فقد كان (صلي الله عليه وسلم) من ذلك بالمحل الأفضل، والموضع الذي لا يجهل سلاسة طبع، وبراعة مُنزع، وإيجاز مقطع، ونصاعة لفظ، وجزالة قول، وصحة معان، وقلة تكلف .
أوتي جوامع الكلم، وخَصّ ببدائع الحكم، وعلم ألسنة العرب، فكان يُخاطب كل أمة منها بلسانها، ويحاورها بلغتها، ويباريها في منزع بلاغتها حتي كان كثير من أصحابه يسألونه في غير موطن عن شرح كلامه وتفسير قوله.
اللغة العربية منبع الحكمة والبلاغة، ومن جميل ما قيل في عظمة هذه اللغة:
من الأشعار المُتميزة التي قيلت في جمال اللغة العربية ما قاله شاعر النيل حافظ إبراهيم:
وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغايةً … وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ
فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلةٍ … وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ
أنا البحر في أحشائه الدر كامن … فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
من القصص الطريفة التي تروي عن اللغة العربية، أن رجلاً فارسياً قام بدراستها حتي بلغ فيها من العلم مبلغاً كبيراً.
وكان إذا ما جلس مع مجموعة من العرب سألوه من أي بلاد العرب أنت؟ فيقول لهم إنما هو فارسي، ولكنه أفصح منهم وأكثر بلاغة وأعلم منهم بقواعد اللغة العربية.
وفي أحد الأيام قال له رجل: "اذهب إلي فلان ابن فلان من الأعراب، فإذا لم يشك في كونك غير عربي، فقد بلغت بالفعل في علمك باللغة العربية مبلغاً يتفوق علي أهل اللغة أنفسهم".
وبالفعل ذهب الرجل الفارسي إلي العنوان الموصوف له، وطرق علي الباب فردت ابنة الرجل عليه قائلة: "من بالباب؟"
فقال لها: رجل عربي يريد مُلاقاة أبيك، فقالت له: "أبي ذهب إلي الفيافي فإذا فاء الفي أفي".
وهي تعني أن أباها ذهب الي الصحراء، فإذا حل الظلام سيعود إلي المنزل، فلم يفهم الرجل ماذا تقول، وأعاد سؤالها عن مكان أبيها.
فأعادت قولها: "أبي ذهب إلي الفيافي فإذا فاء الفي أفي، فسألتها أمها من بالباب، فقالت لها: رجل أعجمي يسأل عن أبي، فقال الرجل لنفسه إذا كانت هذه الابنة، فما بالك بالأب! وعاد الرجل من حيث أتي.
إليكم أصدقائي الطلاب بعض الأخطاء الأكثر شيوعاً في اللغة العربية:
فقرة هل تعلم عن اللغة العربية للإذاعة المدرسية نقدم لكم فيها معلومات قد لا تعرفها عن اللغة العربية:
علي أي شيء أطلق العرب اسم الفرصاد؟
كم اسم للأسد في اللغة العربية؟
من هو أول من أنشأ طريقة كتابة الرسائل في اللغة العربية؟