نشر بتاريخ: 2020-01-26
لن تمر المؤامرة كما يشتهي ترامب ونتنياهو والمتساوقين معها ... الأردن وفلسطين نعم الآن هما في عين العاصفة ... والمؤامرة تستهدفهما وهي ليست جديدة ... وإنما دخلت أو قد وصلت إلى مراحل متقدمة ... ويسعى المخططون إلى تنفيذها وتحويل (الضحية الأردنية الفلسطينية) إلى أداة لذبح أو قتل نفسها .... وهي أخطر مراحل وأشكال المؤامرة ..! على فلسطين أن تضع حدا للإنقلابيين الذين يسعون إلى فصل غزة عن الضفة، لأن هذا الإنقلاب يمثل حلقة مركزية في تنفيذ المؤامرة على المشروع الوطني الفلسطيني، كما يمثل حلقة مركزية في تنفيذ صفقة القرن الأمريكية ...
والشواهد على ذلك كثيرة ومتعددة. على شعبنا في الأردن على إختلاف المنابت والأصول أن يدرك خطورة المرحلة وأن يحافظ على وحدته الوطنية وأن يكون يقظا لما يخطط له من تآمر على أمنه واستقراره وعلى دوره المركزي في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ودعمه للشعب الفلسطيني بقيادة ممثله الشرعي والوحيد م.ت.ف حتى يتمكن من كنس الاحتلال والاستيطان وإقامة الدولة المستقله وعاصمتها القدس. إننا نراهن على الله عز وجل أولا وثم على وعي الشعبين الأردني والفلسطيني والقيادتين الحكيمتين، في العمل المشترك والموحد شعبيا ورسميا في مواجهة هذه الحلقة الخطيرة من حلقات المؤامرة التصفوية للقضية الفلسطينية، والهادفة أيضا إلى تدمير أمن واستقرار الأردن، وربما العمل على تقسيمه ...، والدفع به نحو الفوضى المدمرة التي لن تبقي ولا تذر ..،
كي يتخلص الكيان الصهيوني من أزمته الوجودية، التي أصبحت ظاهرة للعيان، أقلها عجزه وفشله في حسم أزمة الحكم في المستعمرة، والتي سوف تتعمق اكثر فأكثر في انتخاباته المزمع عقدها في الثاني من مارس المقبل..، وهنا يكمن أهمية الدور للناخب الفلسطيني الذي يتاح له المشاركة فيها..
أن يكون موحدا بكل مكوناته وإمكانياته خلف قائمة عربية موحدة .. لتحقيق أفضل النتائج. كما بات من الضروري والمطلوب أن يتطور فعل المقاومة الشعبية الفلسطينية للإحتلال، وأن يتحول إلى فعل جماهيري واسع النطاق، رافضا لكل أشكال إجراءات وسياسات الضم والمصادرة والجدار والإستيطان ..، كي يدرك المحتل ومعه العالم أجمع، أن صفقة القرن المؤامرة لن تمر، وأن الإملاءات الأمريكية لن يرضخ لها الشعب الفلسطيني، ومعه الأمة العربية والإسلامية وكافة الدول الشقيقة والصديقة التي تؤكد إلتزامها بالشرعية الدولية ..، والتأكيد على التمسك بالمطالب الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني في حقه في العودة والحرية والاستقلال .. وتنفيذها والإلتزام بها هو الأساس الذي يبنى عليه السلام المقبول .. وبغير ذلك لا أمن ولا سلام للجميع في المنطقة، ولن يعجز الشعب الفلسطيني عن مواصلة نضاله المشروع حتى يحقق أهدافه الوطنية كاملة. حمى الله الأردن وحمى فلسطين، وإن الله على نصرنا لقدير ...
د. عبدالرحيم محمود جاموس